تخرج على أَنَّهَا تدخل إِلَيْهِ فَتخرج إِلَى بَاب الْقلَّة حَتَّى صَارُوا نَحْو الأربعمائة مَمْلُوك وصاروا يدا وَاحِدَة من بَاب الْقلَّة إِلَى بَاب القلعة فَإِذا هُوَ قد أغلق فَرَجَعُوا إِلَى النَّائِب طقزدمر بعد مَا أخرقوا بوالي بَاب القلعة وأنكروا عَلَيْهِ وعَلى من عِنْده من الْأُمَرَاء. فَقَالَ لَهُم طقزدمر: السُّلْطَان ابْن أستاذكم جَالس على الْكُرْسِيّ وَأَنْتُم تطلبون غَيره فَقَالُوا. مَا لنا أستاذ إِلَّا قوصون. ابْن أستاذنا مَشْغُول عَنَّا لَا يعرفنا ومضوا إِلَى بَاب القرافة وهدموا مِنْهُ جانباً وَخَرجُوا فَإِذا خُيُول بَعضهم واقفة. فَركب بَعضهم وَأَرْدَفَ عدَّة مِنْهُم وَمَشى باقيهم إِلَى قبَّة النَّصْر. ففرح بهم قوصون والأمراء وَأمر لَهُم بالخيول والأسلحة واوقفهم مَعَ أَصْحَابه. وَبعث الْأَمِير مَسْعُود بن خطير الْحَاجِب إِلَى السُّلْطَان يطْلب مِنْهُ ملكتمر الْحِجَازِي ويلبغا اليحياوي وطاجار وَغَيره ويعرفه أَنه أستاذهم وَابْن استاذهم وَأَنَّهُمْ على طَاعَته وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُونَ هَؤُلَاءِ لما صدر عَنْهُم من الْفساد وَرمي الْفِتَن وطلع الْأَمِير مَسْعُود إِلَى القلعه فَوجدَ السُّلْطَان فِي الإيوان وَهَؤُلَاء الْأُمَرَاء حوله فِي طَائِفَة من المماليك فَقبل الأَرْض وبلغه الرسَالَة. فَقَالَ السُّلْطَان: لَا كيد وَلَا كَرَامَة لَهُم وَلَا أَسِير مماليكي ومماليك أبي لَهُم وَقد كذبُوا فِيمَا نقلوه عَنْهُم وَمهما قدرُوا عَلَيْهِ يفعلوه. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن خرج عَنهُ أَمِير مَسْعُود حَتَّى اقْتضى رَأْيه أَن يركب بِمن مَعَه وَينزل من القلعة وَيطْلب النَّائِب طقزدمو وَمن عِنْده من الْأُمَرَاء ويدق كوساته. فَتوجه إِلَى الشباك وَأمر أيدغمش أَمِير آخور أَن يشد الْخَيل للحرب فَأعلمهُ أَنه لم يبْق بالإصطبل غُلَام وَلَا سايس وَلَا سراخوري يشد فرسا وَاحِدًا فَبعث إِلَى النَّائِب طقزدمو يستدعيه فَامْتنعَ عَلَيْهِ. ثمَّ بعث قوصون الْأَمِير بلك الجمدار والأمير برسبغا إِلَى النَّائِب طقزدمر يعلمَانِهِ بِأَنَّهُ مَتى لم يحضر الْغُرَمَاء إِلَيْهِ وَإِلَّا زحف على القلعة وَأَخذهم غصبا. فَبعث طقزدمر إِلَى السُّلْطَان يُشِير عَلَيْهِ بإلرسالهم فَعلم السُّلْطَان أَن النَّائِب وأمير أخور قد خذلاه فَقَامَ وَدخل على أمه. فَلم يجد الْغُرَمَاء بدا من الإذغان وَخَرجُوا إِلَى النَّائِب طقزدمر وهم ملكتمر الْحِجَازِي وآلطنبغا المارديني ويلبغا اليحياوي وطاجار الدوادار والشهابي شاد العمائر وبكلمش المارديني وقطليجا الْحَمَوِيّ فبعثهم طقزدمر النَّائِب إِلَى قوصور صُحْبَة بلك وبرسبغا. فَلَمَّا رأهم قوصون صَاح فِي الْحَاجِب أَن يرجلهم عَن خيولهم من بعيد فأنزلوا منزلا قبيحاً وَأخذُوا حَتَّى وقفُوا بَين يَدَيْهِ فعنفهم ووبخهم وَأمر بهم فقيدوا وعملت الزناجير فِي رقابهم والخشب فِي أَيْديهم. ثمَّ نزل قوصون والأمراء فِي خيم ضربت لَهُم عِنْد قبَّة النَّصْر واستدعى طقزدمر النَّائِب والأمير جنكلي بن البابا وأيدغمش أَمِير أخور والوزير والأمراء المقيمين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute