للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشريه: قدم الْأَمِير بيبرس الأحمدي والأمير كوكاي وَمن مَعَهُمَا من المجردين التجريدة الثَّانِيَة إِلَى الكرك فَركب الْأُمَرَاء إِلَى لقائهم. وَكَانَ قبل ذَلِك بيومين ورد كتاب الْأَمِير أصلم بِأَنَّهُ قدم إِلَى الكرك بِمن مَعَه وَخرج الْأَمِير بيبرس الأحمد بِمن مَعَه وَطلب أَن يقوى بعسكر. فَكتب إِلَى وُلَاة الأقاليم لِلْخُرُوجِ إِلَى الكرك بطلبهم وَنزل النُّقَبَاء إِلَى الْأُمَرَاء المعينين للسَّفر بخروجهم. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سلخه: خرج الْأَمِير بلك الجمدر من الْقَاهِرَة لنيابة صفد. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع ربيع الأول: خرج الْأَمِير جنكلي بن البابا والأمير أقسنقر الناصري وملكتمر السرجواني وأمير عمر بن أرغون النَّائِب فِي أَرْبَعَة أُلَّاف فَارس تَقْوِيَة للأمير أصلم وَهِي التجريدة الرَّابِعَة للكرك. وَتوجه صحبتهم عدَّة حجارين ونقابين ونفطية وَتوجه السُّلْطَان بعد سفرهم إِلَى سرياقوس على الْعَادة. وَفِيه اشْتَدَّ الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب على وَالِي الْقَاهِرَة ومصر فِي منع الْخمر وَغَيره من الْمُحرمَات وتتبع أهل الْفساد وإحضارهم إِلَيْهِ. وَنُودِيَ بِالْقَاهِرَةِ ومصر من أحضر سكراناً أَو أحدا مَعَه جرة خمر خلع عَلَيْهِ. فَقعدَ الْعَامَّة لشربة الْخمر بِكُل طَرِيق وأتوه مرّة بجندي قد سكر فَضَربهُ وَقطع خبزه وخلع على من أحضرهُ. وَقبض الْعَامَّة أَيْضا على بعض مماليك الْأُمَرَاء وَقد أحضر جرة خمر فِي مركب فَضَربهُ وَقطع خبزه. وَأخذ النَّائِب كثيرا من شربة الْخمر وباعته بِنَاحِيَة شبْرًا الخيم ومنية السيرج وَمن المراكب وَمن الْبيُوت فضربهم عرايا وكشف رُءُوسهم وصب عَلَيْهِم الْخمر وشهرهم. ونادى من اشْترى عنباً بالقنطار قبض عَلَيْهِ ويؤتي بِهِ إِلَيْهِ. فَعرفهُ شاد الدَّوَاوِين أَن متحصل الدِّيوَان من مُعَاملَة الْعِنَب مائَة ألف دِرْهَم وَقد بطلت فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وتنجز مرسوم السُّلْطَان بالمساجة بذلك. وَبعث النَّائِب فِي خُفْيَة من اشْترى لَهُ عنباً بِدِرْهَمَيْنِ فَجَاءَهُ عشرَة أَرْطَال فَطلب الْمُحْتَسب وَأنكر عَلَيْهِ كَيفَ يكون الْعِنَب بِهَذَا السّعر وَقد منعنَا من اعتصاره. وَمنع الْأَمِير الْحَاج ملك النَّائِب أَن يحمل الفرنج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة خمرًا فَقَامَ فِي ذَلِك جمال الكفاة وَذكر أَنه يتَحَصَّل من ذَلِك فِي السّنة نَحْو الْأَرْبَعين ألف دِينَار وَمَتى منع الفرنج من حمل الْخمر فسد حَال الْإسْكَنْدَريَّة ومازال بالسلطان حَتَّى منع النَّائِب من ذَلِك. وأبطل الْأَمِير الْحَاج آل ملك النوايح من الْقَاهِرَة ومصر فَقَامَتْ الضامنة عِنْد الْأَمِير قماري الأستادار فِي إِعَادَة النوايح وخوفت أَن جِهَته تبطل وَكَانَ مرصده للحاشية فمازال الْأَمِير قماري يكلم الْأَمِير الْحَاج آل ملك حَتَّى أَعَادَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>