للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه تنكر الْأَمِير أرغون العلائي والأمير ملكتمر الْحِجَازِي على الْأَمِير آل ملك النَّائِب بِسَبَب أَنه كَانَ إِذا قدم إِلَيْهِ منشور أَو مرسوم بمرتب ليكتب عَلَيْهِ بالاعتماد يُنكره من ذَلِك وَإِذا سَأَلَهُ أحد إقطاعاً أَو مُرَتبا قَالَ لَهُ: يَا وَلَدي رح إِلَى بَاب الستارة أبْصر طواشي أَو توصل لبَعض المغاني تقضي حَاجَتك ودله بعض الْعَامَّة على مَوضِع تبَاع فِيهِ الْخمر والحشيش فأحضر أُولَئِكَ الَّذين يبيعونهما وضربهم فِي دَار النِّيَابَة بالقلعة بالمقارع وشهرهم وخلع على ذَلِك الْعَاميّ وأقامه عَنهُ فِي إِزَالَة الْمُنكر فَصَارَ يهجم الْبيُوت لأخذ الْخُمُور مِنْهَا. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشرى ربيع الآخر. خلع على شُجَاع الدّين غرلو وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن نجم الدّين. فَمنع شُجَاع الدّين ذَلِك الرجل الْعَاميّ من التَّعَرُّض للنَّاس وأدبه. فَطَلَبه الْأَمِير الْحَاج آل الْملك النَّائِب وَأنكر عَلَيْهِ مَنعه لَهُ فأحضر ذَلِك الرجل من الْغَد رجلا مَعَه جرة خمر فكشف النَّائِب رَأسه وصبها عَلَيْهِ وَحلق لحيته على بَاب القلعة بِحَضْرَة الْأُمَرَاء فعابوا عَلَيْهِ ذَلِك. وَأخذ الْأَمِير أرقطاي يلوم الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب وينكر عَلَيْهِ فتفاوضا فِي الْكَلَام وافترقا على غير رضى. وَاتفقَ أَن الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي كَانَ مُولَعا بِالْخمرِ وَيحمل إِلَيْهِ الْخمر على الْجمال إِلَى القلعة. فمرت الْجمال بالنائب وَهُوَ بشباك النِّيَابَة فَبعث نَقِيبًا لينْظر أَيْن تدخل ويأتيه بالجمال. فَلَمَّا دخلت الْجمال بَيت الْحِجَازِي وتسلم الشربدار مَا عَلَيْهَا وَقد فطن الْجمال بالنقيب تغيب فِي دَاخل الْبَيْت وَعرف الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي الْخَبَر فأحضر الْأَمِير ملكتمر النَّقِيب وضربه ضربا مؤلماً فَقَامَتْ قِيَامَة الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب وتحدث مَعَ الْأَمِير أرغون العلائي فِي الْخدمَة وَأنكر على الْحِجَازِي تعاطيه الْخمر. فَأَتَاهُ الْحِجَازِي وفاوضه مُفَاوَضَة كَثِيرَة وَقَامَ مغضباً والأمير أرغون العلائي سَاكِت فَلم يعجب النَّائِب من العلائي سُكُوته وانفضوا على غير رضى فَطلب النَّائِب الْإِذْن فِي سَفَره إِلَى الْحجاز فرسم لَهُ بذلك ثمَّ منع مِنْهُ وترضاه السُّلْطَان وَاتفقَ أَن حسن بن الرديني الهجان قتل لَيْلًا فِي بَيته بسوق الْخَيل من منسر كبس عَلَيْهِ وَقد خرج السُّلْطَان إِلَى سرحة سرياقوس فاتهم وَلَده بذلك عِيسَى بن حسن الهجان وبالغاً الْأَعْرَج لعداوة بَينهمَا وَبَين أَبِيه فَقبض عَلَيْهِمَا إِلَى النَّائِب فعراهما وأ! راد أَن يضربهما بالمقارع فمازالا بِهِ حَتَّى أمهلهما أَيَّامًا عينهَا ليكشفوا عَن الْقَاتِل

<<  <  ج: ص:  >  >>