للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم السبت: نزل السُّلْطَان إِلَى الميدأن على الْعَادة فِي كل سنة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا. وَفِيه خلع السُّلْطَان على الشريف عجلأن بن رميثة بن أبي نفي الحسني وَاسْتقر أَمِير مكه. وَفِيه عَاد السُّلْطَان من آخر النَّهَار على الْعَادة إِلَى القلعة. واستدعى السُّلْطَان فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ غرلو شاد الدَّوَاوِين بِحَضْرَة الْأُمَرَاء والوزير ورسم لَهُ أَن يرتب بِلَاد الْخَاص وَيخرج من إقطاع النِّيَابَة وَغَيره بِلَاد المماليك السُّلْطَانِيَّة أَرْبَاب الجوامك الْكِبَار لتتوافر جوامكهم. فأفردت خمس نواح أقطعت لمِائَة مَمْلُوك وطلبوا حَتَّى فرقت عَلَيْهِم المثالات فردوها من الْغَد على السُّلْطَان وَقد وقفُوا جَمِيعًا فَاشْتَدَّ غَضَبه وَطلب الطواشي الْمُقدم وأهأنه ورسم لَهُ بضربهم وطردهم فَمَا زَالَ بِهِ الْأُمَرَاء حَتَّى رسم أَن الطواشي يضْرب مِنْهُم جمَاعَة وَأَن يفرق النواحى على ثمأنين مِنْهُم وأنعم على الْعشْرين بإقطاعات أخر. فأقاموا مُدَّة على الإمتناع حَتَّى ضرب مِنْهُم جمَاعَة كَثِيرَة وأنزلوا من القلعة إِلَى الْقَاهِرَة وَقطع جَمِيع راتبهم من لحم وَغَيره. وَرفع غرلو على الْحَاج على الطباخ الْمَعْرُوف بإخوأن سلار أَنه يَأْكُل كثيرا مِمَّا فِي المطبخ السلطانى وَأَن لَهُ فِي كل يَوْم على الْمُسلمين خَمْسمِائَة دِرْهَم ولولده أَحْمد ثَلَاثمِائَة دِرْهَم سوى الْأَطْعِمَة وَغَيرهَا. فرسم السُّلْطَان للأمير أرغون شاه أستادار بمصادرته فأوقع الحوطة على موجوده وأهأنه. وَكَانَ الْمَذْكُور قد خدم السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد فِي الكرك فَلَمَّا عَاد إِلَى السلطنة أَقَامَهُ إخوأن سلار وَسلم لَهُ المطبخ فنال سَعَادَة جليلة لاسيما فِي الْمُهِمَّات والأفراح الَّتِي كَانَ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد يعملها لأولاده ومماليكه وحواشيه طول تِلْكَ الْمدَّة. فَكَانَ أقل مَا يحصل لَهُ فِي كل مُهِمّ مَا ينيف على عشرَة آلَاف دِرْهَم مَعَ كثرت تِلْكَ الْمُهِمَّات. وَلما عمل مُهِمّ ابْن

<<  <  ج: ص:  >  >>