للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكتمر الساقى على بنت تنكز نَائِب الشَّام طلب السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد الْحَاج على هَذَا فِي آخر المهم وَقَالَ لَهُ: يَا حَاج على رح السَّاعَة اعْمَلْ لى خروف رميس فِي لون كَذَا فولى عَنهُ وَهُوَ متنكر قد عبس وَجهه. فصاح بِهِ السُّلْطَان ليرْجع وَقَالَ لَهُ: مَالك معبس الْوَجْه فَقَالَ: كَيفَ مَا أعبس وَقد أحرمتنى السَّاعَة عشْرين ألف دِرْهَم قَالَ: كَيفَ أحرمتك قَالَ: عِنْدِي رُءُوس وأكارع وكروش وأعضاد وكل مَا سَرقته من هَذَا المهم أُرِيد أَن أقعد أبيعه. فَقلت لي: رح اطبخ فيتلفوا الْجَمِيع. فَتَبَسَّمَ لَهُ السُّلْطَان وَقَالَ. لَا رح اطبخ وضمأنهم على. فَلَمَّا ذهب الْحَاج على طلب السُّلْطَان وَإِلَى مصر ووالي الْقَاهِرَة وَأَمرهمَا بِطَلَب الزفورية إِلَى القلعة وتفرقة تِلْكَ الأسقاط فيهم فَبلغ ثمنهَا ثَلَاثَة وَعشْرين ألف دِرْهَم. فَهَذَا أعزّك الله متحصل مُهِمّ وَاحِد من آلَاف سوى مَا لَهُ فِي كل يَوْم من جِهَة المطبخ وَهُوَ خَمْسمِائَة دِرْهَم فِي مُدَّة بضع وَثَلَاثِينَ سنة كم أَرَادَ النشو أَن يتَمَكَّن مِنْهُ وَالسُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد يمنعهُ. وَلما قبض عَلَيْهِ وجد لَهُ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ملكا فاخذت أم السُّلْطَان دَاره الَّتِي على الْبَحْر وَكَانَت من الدّور الْعَظِيمَة وَأخذت اتِّفَاق دَاره الَّتِي بالمحمودية من الْقَاهِرَة وَإِلَيْهِ ينْسب جَامع الطباخ على بركَة السقاف بِخَط بَاب اللوق فتعطل الْجَامِع أَيَّامًا مُدَّة الْقَبْض عَلَيْهِ فَأَنَّهُ كَانَ يقوم بِهِ من غير أَن يفرد لَهُ وَقفا وَأخذت أملاكه كلهَا وَضرب ابْنه أَحْمد وألزم بِبيع موجوده وَحمل وَهُوَ وَأَبوهُ مَالهم إِلَى بَيت المَال ثمَّ شفع فِيهِ الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي فأفرج عَنهُ وَلزِمَ بَيته بطالا. وَفِي هَذَا الشَّهْر صودر جمَاعَة من أهل قوص اتهموا بِأَنَّهُم وجدوا خبية مَال وَأخذت أملاكهم وَغَيرهَا وصودر الْجَمَاعَة الَّذين كتبُوا فِي محْضر وَفَاة السُّلْطَان الْمَنْصُور أبي بكر أَنه مَاتَ بِقَضَاء الله وَقدره وَأخذ جَمِيع موجودهم فأقروا أَن الْمحْضر زور وَأَنَّهُمْ أكْرهُوا حَتَّى كتبُوا مَا لم يعاينوه. وَفِيه وشى بابنة الْملك المظفر بيبرس الجاشنكير أَن فِي دارها بِالْقَاهِرَةِ خبية مَال فحفر فِيهَا نَحْو قامة فَلم يُوجد شَيْء. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشريه: قدم الْأَمِير طقزدمر من دمشق فِي محفة وَهُوَ مَرِيض بَعْدَمَا خرج الْأَمِير أرغون العلائي إِلَى القائه فَوَجَدَهُ غير واع وَدخل عَلَيْهِ الْأُمَرَاء وَهُوَ قد أشفي على الْمَوْت. وَلما دخل طقزدمر الْقَاهِرَة على تِلْكَ الْحَال أَخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>