للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي آخِره طلبت إتفاق إِلَى القلعة فطلعت بجواريها مَعَ الخدام وَتزَوج بهَا السُّلْطَان خُفْيَة وَعقد لَهُ عَلَيْهَا شهَاب الدّين أَحْمد بن يحيى الْجَوْجَرِيّ شَاهد الخزانة. وَبنى السُّلْطَان عَلَيْهَا من ليلته بَعْدَمَا جليت عَلَيْهِ وفرش تَحت رِجْلَيْهَا سِتُّونَ شقة أطلس ونثر عَلَيْهَا الذَّهَب. ثمَّ ضربت بعودها وغنت فأنعم عَلَيْهَا السُّلْطَان بأَرْبعَة فصوص وست لؤلؤات ثمنهَا أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم. وَفِي ثامنه: أنعم السُّلْطَان على طنيرق أحد مماليك أَخِيه يُوسُف بتقدمة ألف وَنَقله من الجندية إِلَى التقدمة لجماله وَحسنه فَكثر كَلَام المماليك بِسَبَب ذَلِك وَفِيه رسم بِإِعَادَة مَا خرج عَن إتفاق وخدامها وجواريها من الرَّوَاتِب وَطلب عبد على العواد معلم إتفاق إِلَى القلعة فغنى للسُّلْطَان فأنعم عَلَيْهِ بإقطاع فِي الْحلقَة زِيَادَة على مَا بِيَدِهِ وَأَعْطَاهُ مِائَتي دِينَار وكاملية حَرِير بِفَرْوٍ سمور. وأنهمك السُّلْطَان فِي اللَّهْو وشغف بِاتِّفَاق حَتَّى أشغلة عَن غَيرهَا وملكت قلبه بفرط حبه لَهَا. فشق ذَلِك على الْأُمَرَاء والمماليك وَأَكْثرُوا من الْكَلَام حَتَّى بلغ السُّلْطَان وعزم على مسك جمَاعَة مِنْهُم فمازال بِهِ الْأَمِير أرقطاى النَّائِب حَتَّى رَجَعَ عَن دلك ورسم السُّلْطَان فِي يَوْم الْجُمُعَة سادسه بعد الصَّلَاة أَن يخلع على قطليجا الْحَمَوِيّ واستقراره فِي نِيَابَة حماة عوضا عَن طيبغا المجدي وخلع أَيْضا على أيتمش عبد الْغَنِيّ فاستقر فِي نِيَابَة غَزَّة وخرجا من وَقتهَا على الْبَرِيد. وفيهَا جلس السُّلْطَان والأمير أرقطاي النَّائِب لعرض المماليك وانتقى من كل عشرَة اثْنَيْنِ وَزَاد إقطاعاتهم وَأكْرمهمْ وَقدم مِنْهُم جمَاعَة. وَقصد السُّلْطَان عرض أجناد الْحلقَة فتلطف بِهِ الْأَمِير أرقطاى النَّائِب حَتَّى كف عَن عرضهمْ. وَفِيه قدم الْخَبَر بغلاء الأسعار بِدِمَشْق حَتَّى أبيع الْخبز كل رطلين بدرهم والقمح كل غرارة. بِمِائَة وَسبعين وَفِيه تَأَخّر الْمَطَر بعامة بِلَاد الشَّام. وتوقفت أَحْوَال الدولة من كَثْرَة رواتب الخدام والقهرمانات وَالْعَبِيد والغلمان وزيادتها عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ فِي الْأَيَّام الكاملية. فَأَشَارَ غرلو بِأَن توزع على المباشرين

<<  <  ج: ص:  >  >>