جامكية شَهْرَيْن يقبضهَا المعاملون فوزعت عَلَيْهِم واحتال بهَا المعاملون فمشت الْأَحْوَال قَلِيلا. وَكَانَ غرلو قد تمكن من السُّلْطَان وَصَارَ يدْخل مَعَ الخاصكية فَإِذا أَشَارَ بِشَيْء قبل قَوْله. وَفِيه قدم رَسُول ابْن دلغادر بهديته فَخلع عَلَيْهِ وجهزت لَهُ خلعة مَعَ بريدي فَأَخذهَا نَائِب الشَّام وَمنع من حملهَا إِلَيْهِ فَأَنَّهُ كَانَ يكرههُ وَيُرِيد إِقَامَة غَيره وَالْقَبْض عَلَيْهِ. وَفِي ذِي الْقعدَة: توجه أَحْمد بن مهنا عَائِدًا إِلَى بِلَاده من غير طائل وَفِيه دخل السُّلْطَان على زَوجته بنت تنكز وَعمل المهم سَبْعَة أَيَّام جمعت سَائِر أَرْبَاب الملهى فَخص كل جوقة خَمْسَة آلَاف دِرْهَم. ونثر السُّلْطَان على الْعَرُوس عِنْد جلائها الذَّهَب وَفِيه خلع على سيف بن فضل بإمرة الْعَرَب وأنعم عَلَيْهِ بِزِيَادَة ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم فِي السّنة من إقطاع أَحْمد بن مهنا وأعيد إِلَى بِلَاده فَسَار إِلَيْهَا. وَفِي مستهل ذِي الْحجَّة: توجه الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي للصَّيْد وصحبته خَمْسَة عشر أَمِيرا. وَفِيه تقدم الْأَمِير طقتمر الصلاحي من حلب فَلم تطل إِقَامَته حَتَّى مَاتَ. وَفِيه قتل قرمجي بن أقطوان نَائِب قلعة صفد بِدِمَشْق فِي شعْبَان وَأخذ مَاله. وَفِيه قدم حمل سيس بِحَق النّصْف. وَخرجت هَذِه السّنة وَقد مر بِالنَّاسِ فِيهَا شَدَائِد من غلاء الأسعار لغلال مصر وَالشَّام ونفاق العربان وَتوقف النّيل وَاخْتِلَاف الدولة. وَمَات فِيهَا من الْأَعْيَان الْأَمِير بهاء الدّين بن أصلم أحد المماليك المنصورية قلاوون فِي يَوْم السبت عَاشر شعْبَان وَإِلَيْهِ ينْسب جَامع أصلم خَارج الْقَاهِرَة. وَمَات الْأَمِير بيدمر الأشرفي أحد أُمَرَاء دمشق.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute