للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حلب وَحُضُور الْأَمِير بيدمر من حلب فَقدم أرغون شاه صُحْبَة طنيرق فَأكْرمه السُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشرى صفر بنيابة حلب عوضا عَن بيدمر البدري ورسم أَلا يكون لنائب الشَّام عَلَيْهِ حكم وَأَن تكون مكاتباته للسُّلْطَان وكنب لنائب الشَّام بذلك. وَتوجه الْأَمِير أرغون شاه إِلَى حلب فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث ربيع الأول فَقدم دمشق على الْبَرِيد فِي سادس عشره وَنزل مصر معِين الدّين حَتَّى قدم طلبه من صفد فِي أبهة زَائِدَة وخيوله بسروج ذهب مرصعة وكنابيش ذهب وقلائد مرصعة. وَكَانَ بيدمر قد رأى فِي مَنَامه الْمَرْأَة الَّتِي فعل بهَا مَا فعل وهى تَقوله لَهُ: أخرج عَنَّا وكررت ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَقَالَت لَهُ: قد شكوتك إِلَى الله تَعَالَى فعزلك فأنتبه مَرْعُوبًا وَبعث إِلَيْهَا لتحالله وبذل لَهَا مَالا فَلم تقبله وامتنعت من محاللته. فَقدم خبر عَزله بعد ثَلَاثَة أَيَّام من رُؤْيَاهُ وَقدم إِلَى الْقَاهِرَة صُحْبَة طنيرق وَقد أوصل طنيرق الْأَمِير أرغون شاه إِلَى حلب وسر بِهِ أهل وَفِيه ارْتَفَعت الأسعار بِالشَّام فبلغت الغرارة بِدِمَشْق مِائَتَيْنِ وَخمسين درهما وَذَلِكَ أَن الْجَرَاد انْتَشَر من بعلبك إِلَى البلقاء ورعى الزروع. وَفِيه كثر عَبث العربان بِأَرْض مصر وَكثر سفكهم للدماء وَنهب الغلال من الأجران مَعَ هيف الْغلَّة. وَفِيه اشْتَدَّ احتراق النّيل وَقل مَاؤُهُ حَتَّى تَأَخّر حمل الغلال فِي المراكب فارتفع السّعر من ثَلَاثِينَ درهما الأردب من الْقَمْح إِلَى خَمْسَة وَخمسين وَبلغ الشّعير خَمْسَة وَعشْرين درهما الأردب والفول عشْرين درهما. وَفِيه اسْتَقر أَمِير عَليّ بن طغربل حاجبا بِدِمَشْق عوضا عَن أياس وَاسْتقر أياس فِي نِيَابَة صفد. وَفِيه ورد الْخَبَر باختلال مراكز الْبَرِيد بطرِيق الشَّام فَأخذ من كل أَمِير مقدم ألف أَرْبَعَة أَفْرَاس وَمن كل أَمِير طبلخاناه فرسَان وَمن كل أَمِير عشرَة فرس وَاحِد وكشف عَن الْبِلَاد المرصدة برسم الْبَرِيد فَوجدت ثَلَاث بِلَاد مِنْهَا وقف إِسْمَاعِيل بَعْضهَا وَأخرج بَاقِيهَا إقطاعات فَأخْرج السُّلْطَان عَن عِيسَى بن حسن الهجان بَلَدا تعْمل فِي كل سنة عشْرين ألف دِرْهَم وَثَلَاثَة آلَاف أردب غلَّة وَجعلهَا مرصدة لمراكز الْبَرِيد. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن أرتنا نَائِب الرّوم بعث يَسْتَدْعِي أَحْمد بن مهنا وَأرْسل إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأبى أَن يُجيب. وَاتفقَ أَن أَخا سيف بن فضل قصد فياض بن مهنا وَقد سَار إِلَيْهِ من دمشق بمبلغ

<<  <  ج: ص:  >  >>