للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأخذ السُّلْطَان المظفر حاجي يستميل المماليك بتفرقة المَال فيهم وَأمر جمَاعَة وأنعم على غرلو بإقطاع أيتمش عبد الْغَنِيّ وتقدمته وَأصْبح هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي الدولة وعظمت نَفسه إِلَى الْغَايَة. وَفِيه أخرج ابْن طقزدمر على إمرة طبلخاناه بحلب لِكَثْرَة لعبه وأنعم بتقدمته على الْأَمِير طاز. وَفِيه قدم الْخَيْر بِكَثْرَة حشود العربان بالصعيد وبلاد الفيوم وَشدَّة فسادهم وَتعذر السّفر من قطعهم الطرقات على الْمُسَافِرين. فَلم يعبأ السُّلْطَان بذلك لاشتغاله بلهوه وتلفته إِلَى أَخْبَار نواب الشَّام لتخوفه من خُرُوجهمْ عَن طَاعَته للقبض على الْأُمَرَاء وقتلهم فَقدمت أجوبتهم. بِمَا يظْهر مِنْهُ تصويب رَأْي السُّلْطَان فِيمَا فعله فَلم يطمئن ورسم بِخُرُوج الْعَسْكَر إِلَيْهِ. وَفِيه رسم السُّلْطَان بِخُرُوج الْعَسْكَر إِلَى الْبِلَاد الشامية ورسم فِي عَاشر جُمَادَى الأولى بسفر سَبْعَة أُمَرَاء مقدمين وهم طيبغا المجدي وَملك الجمدار والوزير نجم مَحْمُود بن شروين وطنغرا وأيتمش الناصري الْحَاجِب وكوكاي والزراق وَمَعَهُمْ مضافوهم من الأجناد. وَكتب بِطَلَب الأجناد من النواحي وَكَانَ وَقت إِدْرَاك الْمغل فصعب ذَلِك على الْأُمَرَاء وارتجت الْقَاهِرَة بِأَهْلِهَا لطلب السِّلَاح وآلات للسَّفر. وَكتب السُّلْطَان إِلَى أُمَرَاء دمشق ملطفات على أَيدي النجابة بالتيقظ لحركات الْأَمِير يلبغا اليحياوي فَأَشَارَ الْأَمِير أرقطاى النَّائِب بِطَلَب يلبغا ليَكُون. بِمصْر فَإِن أجَاب وَإِلَّا أعلم بِأَنَّهُ قد عزل من نِيَابَة الشَّام بأرغون شاه نَائِب حلب. فَكتب بِطَلَبِهِ على يَد الْأَمِير سيف الدّين أراى أَمِير آخور وَعند سفر أراي قدمت كتب نَائِب حماة ونائب طرابلس ونائب صفد بِأَن يلبغا دعاهم للْقِيَام مَعَه على السُّلْطَان لقَتله الْأُمَرَاء وبعثوا للسُّلْطَان بكتبه إِلَيْهِم. فَكتب السُّلْطَان لأرغون شاه نَائِب حلب أَن يتَقَدَّم لعرب آل مهنا بمسك الطرقات على يلبغا وأعلمه أَنه ولاه نِيَابَة الشَّام فَقَامَ أرغون شاه فِي ذَلِك أتم قيام وَأظْهر ليلبغا أَنه مَعَه. وَلما وصل الْأَمِير سيف الدّين أراى إِلَى الْأَمِير يلبغا اليحياوي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس جُمَادَى الأولى إِذا فِي كتاب السُّلْطَان طلب يلبغا ليَكُون رَأس أُمَرَاء المشورة وَأَن نِيَابَة الشَّام أنعم بهَا على أرغون شاه نَائِب حلب وَظن الْأَمِير يلبغا اليحياوي أَن استدعاءه حَقِيقَة وَقَرَأَ كتاب السُّلْطَان فَأجَاب بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَأَنه إِذا وصل الْأَمِير أرغون

<<  <  ج: ص:  >  >>