للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شاه إِلَى دمشق توجه مِنْهَا إِلَى مصر وَكتب الْجَواب بذلك وَأعَاد الْأَمِير سيف الدّين أراى سَرِيعا. فَأَتَت قصاد أُمَرَاء دمشق إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أراى فِي عوده لتعرف فِيمَا جَاءَ بِهِ عَلَيْهِم فأعلمهم بعزل يلبغا بأرغون شاه فتحللت عزائم الْأُمَرَاء عَن يلبغا. وتجهز يلبغا وبزر إِلَى الجسورة ظَاهر دمشق فِي خَامِس عشره وَكَانَت ملطفات السُّلْطَان وَردت إِلَى الْأُمَرَاء فِي عَشِيَّة يَوْم الْخَمِيس بإمساكه فَرَكبُوا وقصدوه ففر مِنْهُم بمماليكه وَأَهله وهم فِي أَثَره إِلَى خلف ضمير. وَأما الْأَمِير سيف الدّين أراى فَأَنَّهُ قدم إِلَى السُّلْطَان فَقدم الْخَبَر فِي غَد قدومه بِأَن يلبغا جمع ثقاته من أُمَرَاء الشَّام وأغراهم بالسلطان وَأَنه إِن مضى إِلَيْهِ قَتله كَمَا قتل الْأُمَرَاء وَأَنه جمع أمره على التَّوَجُّه إِلَى أَوْلَاد دمرداش بِبِلَاد الشرق. وَركب الْأَمِير يلبغا فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشره وَمَعَهُ الْأَمِير قلاوون والأمير سَيْفه والأمير مُحَمَّد بن بك بن جمق فِي مماليكهم وَخَرجُوا بِآلَة الْحَرْب فاضطرب النَّاس بِدِمَشْق. وَركب الْعَسْكَر فِي طلبه وَقد سَار نَحْو القريتين وَدخل الْبَريَّة حَتَّى وصل حماة بعد أَرْبَعَة أَيَّام وَخمْس ليَالِي. فَركب الْأَمِير قطليجا نَائِب حماة بعسكره وتلقاه وَدخل بِهِ إِلَى الْمَدِينَة وَقبض عَلَيْهِ وعَلى من مَعَه وَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان فسر بِهِ سُرُورًا كَبِيرا وَأمر بِإِبْطَال التجريدة وَكتب بِحمْلِهِ إِلَى مصر. ثمَّ خرج الْأَمِير منجك السِّلَاح دَار لقَتله فلقى آقجبا الْحَمَوِيّ وصحبته يلبغا اليحياوي وَأَبوهُ وَقد نزل بقاقون. فَصَعدَ منجك مَعَ يلبغا إِلَى قلعتها وَقَتله فِي يَوْم الْجُمُعَة عشريه وجهز رَأسه إِلَى السُّلْطَان. وَتوجه منجك إِلَى حماة وجهز الْأَمِير قراكر والأمير أسندمر أخوى يلبغا اليحياوي والأمير طقطاى دواداره والأمير جوبان مَمْلُوكه إِلَى السُّلْطَان مقيدين وَكَانَ أَبوهُ الْأَمِير طابطا حمل مُقَيّدا من فاقون إِلَى السُّلْطَان. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن أَحْمد بن مهنا وفياضاً وفوازاً وقمارى كَانُوا بحلب لما قبض على يلبغا بحماة فَرَكبُوا بِجَمْعِهِمْ يُرِيدُونَ آل مرا وَقد نزلُوا قَرِيبا من سيف بن فضل فَركب سيف بآل مرا وَآل عَليّ إِلَى لقائهم فَلم يطقهم وفر فنهبوا أبياته وَأخذُوا مِنْهَا خَمْسمِائَة حمل دَقِيق وَسَاقُوا خَمْسَة عشر ألف بعير. وَمر سيف على وَجهه إِلَى الْقَاهِرَة فطلع إِلَى السُّلْطَان وَبكى بَين يَدَيْهِ بكاء كثيرا فتنكر السُّلْطَان على أَوْلَاد مهنا. فَقدم كتاب الْأَمِير أرغون بالثناء عَلَيْهِم لخدمتهم السُّلْطَان فِي أَمر يلبغا أتم الْخدمَة وَقدم أَحْمد بن مهنا عقيب ذَلِك فَلم ير من السُّلْطَان إقبالاً. وَفِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشريه: أخرج بالوزير نجم الدّين مَحْمُود والأمير بيدمر

<<  <  ج: ص:  >  >>