للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي نصفه: توجه ألجيبغا وَأحمد شاد الشرابخاناه إِلَى الصَّيْد فَأخذ السُّلْطَان فِي التَّدْبِير على أَخِيه حُسَيْن ليَقْتُلهُ وأرصد لَهُ عدَّة خدام ليهجموا عَلَيْهِ عِنْد إِمْكَان الفرصة ويغتالوه فتمارض واحترس على نَفسه فَلم يَجدوا مِنْهُ غَفلَة. وَفِي سَابِع عشره: اسْتَقر فِي الْخلَافَة أَبُو بكر بن أبي الرّبيع سُلَيْمَان ونعت بالمتعصم بِاللَّه أبي وَفِي أخريات شعْبَان: قدم الْأُمَرَاء والأمير أرقطاى النَّائِب قبل أوانهم من الصَّيْد شَيْئا بعد شَيْء وَقد بَلغهُمْ مَا كَانَ من أَفعَال السُّلْطَان فِي غيبتهم. وَفِي يَوْم السبت رَابِع رَمَضَان: زلزلت الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ فِي سَاعَة وَاحِدَة. وَفِيه قدم ابْن الْحَرَّانِي من دمشق بِمَال يلبغا اليحياوي فتسلمه الخدام وأنعم السُّلْطَان من ليلته على كيدا حظته بِعشْرين ألف مِنْهُ سوى الْجَوَاهِر واللآلى ونثر الذَّهَب على الخدام والجواري فاختطفوه وَهُوَ يضْحك مِنْهُم وَفرق السُّلْطَان على لعاب الْحمام والفراشين وَالْعَبِيد الذَّهَب واللؤلؤ وَصَارَ يحذفه لَهُم وهم يترامون عَلَيْهِ ويأخذونه بِحَيْثُ لم يدع مِنْهُ شَيْئا سوى القماش والتفاصيل والآنية وَالْعدَد فَإِنَّهَا صَارَت إِلَى الخزانة. فَكَانَت جملَة مَا فرقه السُّلْطَان ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وثلاثمائة ألف دِرْهَم وجواهر وحلياً وزركشاً ومصاغاً قِيمَته زِيَادَة على ثَمَانِينَ ألف دِينَار. فَعظم ذَلِك على الْأُمَرَاء وَأخذ ألجيبغا وطنيرق يعرفان السُّلْطَان مَا يُنكره عَلَيْهِ الْأُمَرَاء من اللّعب بالحمام وتقريب الأوباش وخوفاه فَسَاد الْأَمر. فَغَضب السُّلْطَان وَأمر آقجبا شاد العمائر بخراب حضير الْحمام وأحضر الْحمام وذبحها وَاحِدًا وَاحِدًا بِيَدِهِ وَقَالَ لألجيبغا وطنيرق: وَالله لأذبحنكم كلكُمْ كَمَا ذبحت هَذَا الْحمام وتركهم وَقَامَ. فَبَاتَ ليلته وَأصْبح فَفرق جمَاعَة من خشداشية ألجيبغا وطنيرق فِي الْبِلَاد الشامية وَاسْتمرّ على إعراضه عَن الْجَمِيع وَقَالَ لحظاياه وَعِنْده مَعَهُنَّ الشَّيْخ على الكسيح: وَالله مَا بقى هُنَا لي عَيْش وَهَذَانِ الكذا وَكَذَا بِالْحَيَاةِ يعْنى ألجيبغا وطنيرق فقد أفسدا على مَا كَانَ فِيهِ سرُور واتفقا على ولابد من ذبحهما. فَنقل ذَلِك الشَّيْخ على الكسيح لألجيبغا فَإِنَّهُ الَّذِي كَانَ أوصله بالسلطان وَقَالَ لَهُ مَعَ ذَلِك: خُذ لنَفسك

<<  <  ج: ص:  >  >>