للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذِه السّنة: استجد. بِمَدِينَة حلب قَاض مالكي وقاض حنبلي فولى قَضَاء الْمَالِكِيَّة بهَا شهَاب الدّين أَحْمد بن ياسين الرباحي وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا شرف الدّين أَبُو البركات مُوسَى وفيهَا كَانَ الغلاء بِأَرْض مصر وَالشَّام حَتَّى بِيعَتْ غرارة الْقَمْح فِي دمشق بثلاثمائة دِرْهَم ثمَّ أنحط السّعر. وفيهَا توقف النّيل فِي أَوَائِل أَيَّام الزِّيَادَة فارتفع سعر الغلال. ثمَّ توالت الزِّيَادَة حَتَّى كَانَ الْوَفَاء فِي رَابِع جُمَادَى الأولى وَهُوَ تَاسِع مسرى وانتهت الزِّيَادَة إِلَى سِتَّة عشر ذِرَاعا واثنين وَعشْرين إصبعاً. ثمَّ تناقص النّيل نَحْو سبع أَصَابِع إِلَى عيد الصَّلِيب فَرد نَقصه وَزَاد حَتَّى بلغ سَبْعَة عشر وَخمْس أَصَابِع. هَذَا وسعر الْغلَّة يتزايد إِلَى أَن بلغ الأردب سِتِّينَ دِرْهَم ثمَّ تناقص حَتَّى بيع بِعشْرين درهما. وَمَات فِيهَا من الْأَعْيَان تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْجمال سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الدِّمَشْقِي بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس رَجَب. وَقد ولي بِدِمَشْق وكَالَة بَيت المَال والحسبة وتوقيع الدست ثمَّ نظر النظار وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة. وَمَات الْأَمِير آقسنقر الناصرى مقتولا فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر ربيع الآخر وَكَانَ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد قد اخْتصَّ بِهِ وزوجه ابْنَته وَجعله أَمِير شكار ثمَّ نَائِب غَزَّة. وأعيد بعده فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل فِي مصر وَعمل أَمِير آخور. ثمَّ اسْتَقر فِي نِيَابَة طرابلس مُدَّة وأحضر إِلَى مصر فِي أَيَّام شعْبَان الكاملي وَعظم قدره ودبر الدولة فِي أَيَّام المظفر حاجي حَتَّى قَتله. وَكَانَ وَمَات الْأَمِير بيدمر البدري مقتولا بغزة فِي أَوَائِل جُمَادَى الآخر. وَهُوَ أحد المماليك الناصرية وَولي نِيَابَة حلب واليه تنْسب الْمدرسَة الأيدمرية بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من المشهد الْحُسَيْنِي. وَتُوفِّي قاضى الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عماد الدّين على بن محيى الدّين أَحْمد بن عبد الْوَاحِد ابْن عبد الْمُنعم بن عبد الصَّمد الطرسوسي عَن تسع وَسبعين سنة بَعْدَمَا ترك الْقَضَاء لوَلَده وَانْقطع بداره. وَمَات أَمِير عَليّ بن الْأَمِير قراسنقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>