للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي شهر رَمَضَان: أَمر الْعَزِيز بِقطع أَشجَار بُسْتَان البغدادية تجاه قصر اللؤلؤة وَجعله ميدانا. وَفِيه كثر التظاهر بعصير الْعِنَب واستباحة الحرمان وَعدم الْمُنكر لهَذَا الْأَمر فغلا الْعِنَب حَتَّى بلغ أَرْبَعَة أَرْطَال بدرهم. وَفِيه قصر مد النّيل وَارْتَفَعت الأسعار وعدمت الأرزاق من جَانب الدِّيوَان وتعذرت وُجُوه المَال حَتَّى عَم المرتزقة الحرمات. واستبيح مَا كَانَ مَحْظُورًا من فتح أَبْوَاب التأويلات وَأخذ مَا بأيدي النَّاس بالمصادرات: فاخذ خطّ شخص يعرف بِابْن خَالِد بمبلغ ألف دِينَار وصودر جمَاعَة آخَرُونَ وَصَارَ الْإِنْفَاق فِي السماط السلطاني فِي هَذِه الْوُجُوه. وَفِي يَوْم عيد الْفطر: أُقِيمَت سنة الْعِيد بِظَاهِر الْبَلَد وَحضر الْعَزِيز الصَّلَاة وَالْخطْبَة وَعم الْأُمَرَاء وأرباب العمائم بخلعه وَقدم سماط توسعت الهمة فِيهِ. وَفِي ثَالِث عشره: وَفِي النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا فَركب الْعَزِيز فِي سادس عشره لتخليق المقياس وَفتح الخليج فِي ثامن عشره وتظاهر النَّاس فِي هَذِه الْأَيَّام بالمنكرات من غير مُنكر. وَفِي يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْقعدَة: قتل ابْن مَرْزُوق بِالْقَاهِرَةِ قَتله ابْن المنوفي قَاضِي بلبيس غيلَة بدار سكنها بالفهادين وحفر لَهُ فِيهَا وَدَفنه ومملوكا صَغِيرا مَعَه وبلط فَوْقه وَجعل عَلَيْهِ شَعِيرًا فشنق ابْن المنوفي بَعْدَمَا طيف بِهِ على جمل مصر والقاهرة. وَفِي هده السّنة: توجه الْعَادِل من دمشق إِلَى مَدِينَة ماردين ونازلها واخذ ربضها. وفيهَا خرج الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل من حران وَقَاتل عَسْكَر المواصلة. وفيهَا أغار الفرنج ونهبوا وأسروا خلقا وانتهوا إِلَى عكا. فَعَاد الْعَادِل إِلَى دمشق فِي رَمَضَان ثمَّ خرج بعد شهر إِلَى الشرق يُرِيد ماردين. وفيهَا ادّعى معز الدّين إِسْمَاعِيل بن سيف الْإِسْلَام طغتكين ملك الْيمن الإلهية نصف نَهَار وَكتب كتابا وأرخه من مقرّ الإلهية. ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وَادّعى الْخلَافَة وَزعم

<<  <  ج: ص:  >  >>