روس. وَعلم بذلك الْأَمِير أَحْمد الساقي نَائِب صفد من هجانته فانحل عزمه فَبعث إِلَيْهِ بكلمش نَائِب طرابلس يرغبه فِي الطَّاعَة ودس إِلَى من مَعَه فِي القلعة حَتَّى حاصروا عَلَيْهِ وهموا. بمسكه. فَوَافَقَ الْأَمِير أَحْمد الساقي على الطَّاعَة وَحلف لنائب طرابلس وَنزل إِلَيْهِ. بِمن مَعَه. فسر السُّلْطَان بذلك وَكتب بإعانته وَحمله. وَفِي عاشره: كَانَت الْوَقْعَة. بمنى وَقبض على الْمُجَاهِد على بن الْمُؤَيد دَاوُد بن المظفر أَبُو سعيد المنصوري عمر بن رَسُول صَاحب الْيمن فَكَانَ من خبر ذَلِك أَن ثقبة لما بلغه اسْتِقْرَار أَخِيه عجلَان فِي إمرة مَكَّة توجه إِلَى الْيمن وأغرى الْمُجَاهِد بِأخذ مَكَّة وَكِسْوَة الْكَعْبَة. فتجهز الْمُجَاهِد وَسَار يُرِيد الْحَج فِي جحفل كَبِير بأولاده وَأمه حَتَّى قرب من مَكَّة وَقد سبق حَاج مصر. فَلبس عجلَان آلَة الْحَرْب وَعرف أُمَرَاء مصر مَا عزم عَلَيْهِ صَاحب الْيمن وحذرهم غائلته. فبعثوا إِلَيْهِ بِأَن من يُرِيد الْحَج إِنَّمَا يدْخل مَكَّة بذلة ومسكنة وَقد ابتدعت من ركوبك وَالسِّلَاح حولك بِدعَة لَا يمكنك أَن تدخل بهَا وَابعث إِلَيْنَا ثقبة ليَكُون عندنَا حَتَّى تَنْقَضِي أَيَّام الْحَج ثمَّ نرسله إِلَيْك فَأجَاب الْمُجَاهِد إِلَى ذَلِك وَبعث ثقبة رهينة فَأكْرمه الْأُمَرَاء وأركبوا الْأَمِير طقطاي فِي جمَاعَة إِلَى لِقَاء الْمُجَاهِد فتوجهوا إِلَيْهِ وَمنعُوا سلاحداريته من الْمَشْي مَعَه بِالسِّلَاحِ وَلم يمكنوهم من حمل الغاشية. ودخلوا بِهِ مَكَّة فَطَافَ وسمى وَسلم على الْأُمَرَاء وَاعْتذر إِلَيْهِم وَمضى إِلَى منزله وَصَارَ كل مِنْهُم على حذر حَتَّى وقفُوا بِعَرَفَة وعادوا إِلَى الحيف من منى وَقد تقرر الْحَال بَين الشريف ثقبة وَبَين الْمُجَاهِد على أَن الْأَمِير طاز إِذا سَار من مَكَّة أرقعاهما بأمير الركب وَمن مَعَه وقبضا على عجلَان وتسلم ثقبة مَكَّة. فاتفق أَن الْأَمِير بزلار رأى وَقد عَاد من مَكَّة إِلَى منى خَادِم الْمُجَاهِد سائراً فَبعث يستدعيه فَلم يَأْته وَضرب مَمْلُوكه - بعد مُفَاوَضَة جرت بَينهمَا - بِحَرْبَة فِي كتفه فماج الْحَاج وَركب بزلار وَقت الظّهْر إِلَى طاز فَلم يصل إِلَيْهِ حَتَّى أَقبلت النَّاس جافلة تخبر بركوب الْمُجَاهِد بعسكره للحرب وَظَهَرت لوامع أسلحتهم فَركب طاز وبزلار والعسكر وَأَكْثَرهم بِمَكَّة. فَكَانَ أول من صدم أهل الْيمن الْأَمِير بزلار وَهُوَ فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا فَأَخَذُوهُ فِي صُدُورهمْ إِلَى أَن أرموه قرب خيمة. وَمَضَت فرقة مِنْهُم إِلَى جِهَة طاز فأوسع لَهُم ثمَّ عَاد عَلَيْهِم وَركب الشريف عجلَان وَالنَّاس فَبعث طاز لعجلان أَن احفظ الْحَاج وَلَا تدخل بَيْننَا فِي حَرْب وَدعنَا مَعَ غريمنا وَاسْتمرّ الْقِتَال بَينهم إِلَى بعد الْعَصْر. فَركب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute