للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المماليك. وَفِيه الْتزم الْوَزير علم الدّين بَين يَدي السُّلْطَان والأمراء أَنه يُبَاشر الوزارة بِغَيْر مَعْلُوم ويباشر ابْنه أَيْضا بِغَيْر مَعْلُوم ويوفر ذَلِك للسُّلْطَان. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن هِنْد وَأحد الأكراد استولى على بِلَاد الْموصل وَصَارَ فِي جمع كَبِير يقطع الطَّرِيق والتحق بِهِ نجمة التركماني فاستنابه وتقوى بِهِ وَركب من مندر إِلَى سنجار وتحصن بهَا وأغار على الْموصل وَنهب وَقتل وَمضى إِلَى الرحبة وأفسد بهَا وَمَشى على بِلَاد ماردين ونهبها. فَخرجت إِلَيْهِ عَسَاكِر الشَّام وحصروه بسنجار وَمَعَهُمْ عَسْكَر ماردين ونصبوا عَلَيْهَا المنجنيق مُدَّة شهر حَتَّى طلب هِنْد الْأمان على أَنه يُقيم الْخطْبَة للسُّلْطَان وَيبْعَث بأَخيه ونجمة فِي عقد الصُّلْح وبقطع قطيعة يقوم بهَا كل سنة فَأَمنهُ الْعَسْكَر وسروا عَنهُ بأَخيه ونجمة إِلَى حلب فَحمل نجمة ورفيقه إِلَى مصر فَلَمَّا نزلا منزلَة قانون هرب نجمة. وَفِي خامسه: رسم بِعرْض أجناد الْحلقَة وَخرجت البريدية إِلَى النواحي لإحضار من بهَا مِنْهُم فَحَضَرُوا وابتدئ بعرضهم بَين يَدي النَّائِب بيبغا ططر حارس الطير فِي يَوْم السبت حادي عشره. وَسبب ذَلِك دُخُول جمَاعَة كَبِيرَة من أَرْبَاب الصَّنَائِع فِي جملَة أجناد الْحلقَة وَأخذ جمَاعَة كَثِيرَة من الْأَطْفَال الإقطاعات حَتَّى فسد الْعَسْكَر. فرسم لنقيب الْجَيْش بِطَلَب المقدمين ومضافيهم وإحضار الغائبين وحذروهم من إخفاء أحد مِنْهُم وتقرر الْعرض بَين يَدي السُّلْطَان فِي كل يَوْم مقدمين. بمضافيهما ثمَّ رسم للنائب بيبغا ططر حارس الطير أَن يتَوَلَّى ذَلِك فطلع إِلَيْهِ عدَّة أَيْتَام مَعَ أمهاتهم مَا بَين أَطْفَال تحمل على الأكتاف وصغار وشباب وَجَمَاعَة من أَرْبَاب الصَّنَائِع. فساءه ذَلِك وَكره أَن يقطع أَرْزَاقهم وَمضى يَوْمه بالتغاضي وصرفهم جَمِيعًا على أَن يحضروا من الْغَد. وتحدث بيبغا ططر حارس الطير مَعَ الْأُمَرَاء فِي إبِْطَال الْعرض فعارضه منكلى بغا الفخري وَأَشَارَ بِأَن الْعرض فِيهِ مصلحَة فَإِن الْقَصْد من إِقَامَة الأجناد إِنَّمَا هُوَ الذب عَن الْمُسلمين فَلَو تحرّك الْعَدو مَا وجد فِي عَسْكَر مصر من يَدْفَعهُ فَلم توافقه الْأُمَرَاء على دلك وَخرج الْأَمِير قبلاى الْحَاجِب على لِسَان السُّلْطَان بِإِبْطَال الْعرض وَقد اجْتمع بالقلعة عَالم كَبِير فَكَانَ يَوْمًا مهولا من كَثْرَة الدُّعَاء والبكاء والتضرع. وَفِيه قدم الْخَبَر بنزول عَسْكَر دمشق وطرابلس على صفد وزحفهم عَلَيْهَا عدَّة أَيَّام جرح فِيهَا كثير من الأجناد وَلم ينالوا من القلعة غَرضا إِلَى أَن بَلغهُمْ الْقَبْض على بيبغا

<<  <  ج: ص:  >  >>