وَفِيه خلع على الْأَمِير صرغتمش وَاسْتقر رَأس نوبَة على مَا كَانَ عَلَيْهِ بعناية الْأَمِير طاز والأمير مغلطاي وَفِيه قبض على مُحَمَّد بن يُوسُف مقدم الدولة وَسلم لشاد الدَّوَاوِين وأفرد مُحَمَّد ابْن زيد بالتقدمة. وَفِي يَوْم السبت ثامن عشره: برز الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن بثقله إِلَى الريدانيه ليسافر إِلَى بِلَاده وصحبته الْأَمِير قشتمر شاد الدَّوَاوِين. وَكتب السُّلْطَان إِلَى الشريف عجلَان أَمِير مَكَّة بتجهيزه إِلَى بِلَاده وَكتب لبنى شُعْبَة وَغَيرهم من العربان بِالْقيامِ فِي خدمته وخلع عَلَيْهِ أطلس فوعد الْمُجَاهِد بإرسال الدِّيَة وَالْمَال وَقرر على نَفسه حملا فِي كل سنة وَأسر السُّلْطَان إِلَى قشتمر أَنه إِن رأى مِنْهُ مَا يرِيبهُ. بِمَنْعه من الْمُضِيّ ويطالع بأَمْره. فَرَحل الْمُجَاهِد من الريدانية خَارج الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشريه وَمَعَهُ عدَّة مماليك اشْتَرَاهَا وَكثر من الْخَيل وَالْجمال وَفِي مستهل ربيع الأول: قدم الْأَمِير قطلوبغا مُسْتَقر الْأَمِير فياض بن مهنا وَقد أنعم عَلَيْهِ. بِمِائَة ألف دِرْهَم وَثَلَاثِينَ فرسا وَخمسين جملا وقماش كثير. وَفِيه قدم الْخَبَر بلين الْأَمِير أيتمش الْمصْرِيّ نَائِب الشَّام وضياع أَحْوَال الشَّام وَكَثْرَة قطع الطرقات وَأَن أهل الشَّام سموهُ ايش كنت أَنا وَأَن أَحْوَال شمس الدّين مُوسَى بن التَّاج إِسْحَاق النَّاظر توقفت. وَوَقع جَراد مُضر بالزرع أفسد أَكْثَرهَا وَأَن الغرارة الْقَمْح ارْتَفَعت من ثَمَانِينَ إِلَى مائَة وَعشْرين درهما. وَوَقع بحماة سيل لم يعْهَد مثله وَخرب السَّيْل أَمَاكِن كَثِيرَة. وَفِيه قدم الْأَمِير قطلوبغا الذَّهَبِيّ من الْوَجْه القبلي وَقد عجز عَن مقاومة الأحدب. وَفِيه قدم الْخَبَر بقتل الشريف سعد بن ثَابت أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. وَسَببه أَن الشريف أدّى لما نهب الْمَدِينَة وفر إِلَى الْيمن وَصَارَ عِنْد صَاحبهَا الْمُجَاهِد حَتَّى قدم مَكَّة ترامى على الْأَمِير طاز إِلَى أَن أَخذ لَهُ أَمَانًا من السُّلْطَان وَقدم مَعَه وَمثل بَين يَدي السُّلْطَان وَفِي عُنُقه منديل الْأمان فَقيل لَهُ: إِنَّمَا أمنك على نَفسك وَأما الْأَمْوَال الَّتِى أَخَذتهَا من أهل الْمَدِينَة وَمن الْحجَج فلابد من ردهَا إِلَى أَرْبَابهَا. فَجمع أدّى وَلَده وطرق سعد بن ثَابت لَيْلًا وحاربه فَقتل سعد وَكتب باستقرار فضل ابْن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute