وَفِي مستهل ربيع الآخر. كَانَ عرس خوند زهراء ابْنة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَهِي زَوْجَة آقسنقر الناصري الْمَقْتُول زمن المظفر حاجي على الْأَمِير طاز ثمَّ كَانَ بعد ذَلِك عرس الْأَمِير تنكز بغا وأعرس جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَعمل السُّلْطَان لكل مِنْهُم مهما يَلِيق بِهِ فأقامت الأفراح طول الشَّهْر وأنعم السُّلْطَان على طاز وعَلى تنكز بغا بثلاثمائة ألف دِرْهَم وأنعم على كل من الْأَمِير مغلطاي رَأس نوبَة والأمير منكلى بغا الفخري. وَفِيه أخرج الْأَمِير نوروز على إمرة طبلخاناه بِدِمَشْق. وَسَببه أَنه لما قدم من الشَّام أنعم عَلَيْهِ بتقدمة ألف فَصَارَ يتحدث مَعَ السُّلْطَان فِي المشور وترفع على الْأُمَرَاء. وَفِيه قدم سيف بن فضل بقوده. وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رابعه: قدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير قشتمر أمسك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن بينبع بعد مَا فر بِنَفسِهِ وَترك ثقله. ثمَّ قدم قشتمر فِي يَوْم السبت خَامِس عشره وَأرْسل الْمُجَاهِد إِلَى الكرك فسجن بهَا. وَفِي أول جُمَادَى الأولى: قدمت رسل الْأَشْرَف دمرداش بن جوبان بِسَبَب الصُّلْح فأنزلوا بصهريج منجك ثَلَاثَة أَيَّام وَلم يُمكن أحد من الِاجْتِمَاع بهم. ثمَّ مثلُوا بَين يَدي السُّلْطَان وأعيدوا بجوابهم. وَفِيه خلع على الْأَمِير أرغون الْإِسْمَاعِيلِيّ وَاسْتقر فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن فَارس الدّين ألبكي. وَقدم فَارس الدّين فأنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه. وَفِيه خرجت الْعَرَب الْمَعْرُوفَة ثَعْلَبَة من أماكنها وَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد. فوقفت أَحْوَال مراكز الْبَرِيد فَإِن دَرك الْبَرِيد عَلَيْهِم فسعى ابْن طلدية فِي ولَايَة الشرقية وتكفل برد ثَعْلَبَة فَخلع عَلَيْهِ بولايتها. وَفِيه ركب الْأَمِير طاز لكبس عرب الأطفيحية وَقد اشْتَدَّ ضررهم وَكثر قطعهم الطَّرِيق فَلم يظفر مِنْهُم بِأحد وتعلقوا بالجبال. وَفِيه توعك السُّلْطَان وَلزِمَ الْفراش أَيَّامًا فَبلغ طاز ومغلطاى ومنكلى بغا أَنه أَرَادَ بِإِظْهَار توعكه الْقَبْض عَلَيْهِم إِذا دخلُوا إِلَيْهِ وَأَنه قد اتّفق مَعَ قشتمر وألطنبغا الزامر وملكتمر المارديني وتنكز بغا على ذَلِك وَأَن ينعم عَلَيْهِم بإقطاعاتهم وإمراتهم. فواعدوا أَصْحَابهم وَاتَّفَقُوا مَعَ الْأَمِير بيبغا ططر حارس الطير النَّائِب والأمير طيبغا المجدي والأمير رسْلَان بصل وركبوا يَوْم الْأَحَد سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة بأطلابهم ووقفوا عِنْد قبَّة النَّصْر. فَخرج السُّلْطَان إِلَى الْقصر الأبلق وَبعث يسألهم عَن سَبَب ركوبهم فَقَالُوا: أَنْت اتّفقت مَعَ مماليكك على مسكنا ولابد من إرسالهم إِلَيْنَا. فَبعث السُّلْطَان إِلَيْهِم تنكز
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute