للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتعذر وجود الْغنم فَكتب فِي الْبِلَاد الشامية بتجهيز التركمان بالأغنام وَحمل نَحْو الْخَمْسمِائَةِ ألف دِرْهَم لشراء الأغنام. وَكتب إِلَى وُلَاة الْوَجْه القبلي وَالْوَجْه البحري بِحمْل الأغنام فَحملت أَغْنَام كَثِيرَة من أَعمال مصر. وَقدم من الشَّام نَحْو الْعشْرين ألف رَأس فَانْحَطَّ سعر اللَّحْم. وَفِي خَامِس عشره: سَار محمل الْحَاج صُحْبَة الْأَمِير طيبغا المجدي. وَقدم الْحَج عَالم كثير من أهل الصَّعِيد والفيوم وَالْوَجْه البحري وَقدم من أهل الْمغرب جمَاعَة كَثِيرَة وَقدم التكرور وَمَعَهُمْ رَقِيق كثير وَفِيهِمْ ملكهم. فَسَأَلَ ملكهم الإعفاء من الدُّخُول على السُّلْطَان فأعفي وَسَار بقَوْمه وَفِيه قدم الْبَرِيد بقتل نجمة الْكرْدِي بحيلة عَملهَا عَلَيْهِ صَاحب ماردين حَتَّى قدم عَلَيْهِ فَتَلقاهُ وأكرمه ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَضرب عُنُقه بِيَدِهِ وَقتل من مَعَه. وَفِيه قدم الْخَبَر بَان الْأَمِير أزدمر الْأَعْمَى الكاشف رتب من مَعَه من الْأُمَرَاء فِي عدَّة مَوَاضِع وَركب وَمَعَهُ الْأَمِير آينبك لَيْلًا وَصَاح العربان من عَرك صباحاً وَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَامْتنع باقيهم بِالْجَبَلِ. فَعَاد الْأَمِير أزدمر وَطلب بني هِلَال أَعدَاء عَرك فَأَتَاهُ مِنْهُم وَمن غَيرهم خلق كثير. وَكتب الْأَمِير أزدمر لأَوْلَاد الْكَنْز. بمسك الطرقات على عَرك وَركب وَمَعَهُ الْأَمِير فَارس الدّين والأمراء وأسندمر المتوفي الإطفيحية إِلَى الْجَبَل وَقد لقِيه الأحدب فِي حشد كَبِير فَلم بثبت الأحدب وَانْهَزَمَ من رمي النشاب وَترك أثقاله وحريمه. ونادى الْأَمِير أزدمر. يَا بنى هِلَال دونكم أعداءكم فمالوا عَلَيْهِم يقتلُون وينهبون الواشي والغلال والدقيق والقرب والروايا وسلبوا الْحَرِيم حَتَّى امْتَلَأت أَيدي بني هِلَال وأيدي الأجناد والغلمان من النهب. وَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان وَأَن الْبِلَاد قد خضرت أراضيها وأطاع عربانها العصاة وتوطن أَهلهَا. فسر السُّلْطَان والأمراء بذلك وَحمل إِلَى كل من الكاشف والأمراء خلعة. وَفِيه ألزمت سِتّ حدق أَلا تَجْتَمِع بِأحد فَإِنَّهَا كَانَت من جملَة أنصار النَّاصِر حسن. وَفِيه ضيق على النَّاصِر حسن وسدت عَنهُ أَمَاكِن كَثِيرَة كَانَ ينظر مِنْهَا وَيحدث من يُرِيد وَفِيه توجه السُّلْطَان والأمراء إِلَى السرحة قَرِيبا من الأهرام. وَفِي أول ذِي الْحجَّة قدم عِيسَى بن حسن الهجان طَائِعا بِأَمَان فَخلع عَلَيْهِ. وَفِيه ارْتَفع سعر الْقَمْح من عشْرين إِلَى سَبْعَة وَثَلَاثِينَ درهما الأردب وانحط سعر اللَّحْم فأبيع بدرهم الرطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>