للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَفسه. فسمر فِي يَوْم الْخَمِيس عشريه تسمير سَلامَة وَشهر بِالْقَاهِرَةِ ومصر. فَكَانَ فِي تِلْكَ الْحَالة يتحدث أَنه كَانَ سُلْطَانا وَيَقُول: اشفقوا على سلطانكم فَعَن قَلِيل أَعُود إِلَيْكُم. فَاجْتمع حوله عَالم كثير وأتوه بِالشرابِ والحلوى وحادثوه. فَكَانَ إِذا أَتَى اليه أحد بِالْمَاءِ حَتَّى يشربه يَقُول لَهُ: اشرب ششني وَإِذا رأى أَمِيرا قَالَ: هَذَا مملوكي ومملوك أبي. وَيَقُول: لي أُسْوَة بأخي النَّاصِر أَحْمد وَأخي الْكَامِل شعْبَان وَأخي المظفر حاجي الْكل قتلوهم. وَأقَام على الْخشب يَوْمَيْنِ ثمَّ حبس فِي ثالثه فاستمر فِي الْحَبْس على حَاله فَقطع لِسَانه. وَفِيه ادّعى شخص بِالْقَاهِرَةِ النُّبُوَّة وَأَن معجزته أَن ينْكح امْرَأَة فتلد من وَقتهَا ولدا ذكرا يخبر بِصِحَّة نبوته. فَقيل لَهُ: إِنَّك لبئس النَّبِي. فَقَالَ: لكونكم لبئس الْأمة. فسجن وكشف عَن أَمر فَوجدَ لَهُ اثْنَا عشر يَوْمًا مُنْذُ خرج من عِنْد الممرورين بالمارستان وَأَنه أَخذ غير مرّة وَهُوَ وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشريه: سمر ابْن مغنى وَمَعَهُ جمَاعَة قبض عَلَيْهِم الْأَمِير مجد الدّين بن مُوسَى الهذباني. الكاشف من معدية زفتية. وَفِي مستهل رَجَب: قدم الْأَمِير أزدمر الْأَعْمَى الكاشف وَقد كمل تحضير أَرَاضِي الْوَجْه القبلي وَاطْمَأَنَّ أَهله. وَطلب أزدمر الإعفاء من كشف الْوَجْه القبلي فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي كشف الْوَجْه البحري عوضا عَن مجد الدّين بن مُوسَى الهذباني. وَفِيه قدم كتاب الْملك الْمُجَاهِد على من الْيمن بوصوله إِلَى بِلَاده وَأَنه جهز تقدمته وأوفي التُّجَّار أَمْوَالهم الَّتِي اقترضها وَأَنه أطلق مراكب التُّجَّار لتسير إِلَّا أَنه منعهَا أَن ترسى بجدة وتعبر إِلَى مَكَّة كَرَاهَة فِي أمرائها. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر رَجَب: قدم كتاب الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب الشَّام يتَضَمَّن أَنه قبض على قَاصد الْأَمِير منجك الْوَزير بكتابه إِلَى أَخِيه الْأَمِير بيبغا روس نَائِب حلب يحسن لَهُ الْحَرَكَة. وَقد أرْسلهُ الْأَمِير أرغون الكاملي فَإِذا فِيهِ أَنه قد اتّفق مَعَ سَائِر الْأُمَرَاء على الْأَمر وَمَا بَقِي إِلَّا أَن تركب وتتحرك. فَاقْتضى الرأى التأني حَتَّى يحضر الْأُمَرَاء والنائب من الْغَد إِلَى الْخدمَة وَيقْرَأ الْكتاب عَلَيْهِم ليدبروا الْأَمر على مَا يَقع عَلَيْهِ الِاتِّفَاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>