للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دَاخل القلعة وَيكون على بَاب القلعة الْأَمِير أرنال والأمير قطلوبغا الذَّهَبِيّ ورتب الْأَمِير مجد الدّين مُوسَى الهذباني مَعَ وَالِي الْقَاهِرَة لحفظها. واستقل السُّلْطَان بِالْمَسِيرِ من الريدانية يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن شعْبَان بعد الظّهْر فَقدم الْبَرِيد بِأَن الْأَمِير طقطاي الدوادار خرج من دمشق يُرِيد مصر وَأَن الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب الشَّام لما بلغه خُرُوج بيبغا روس من حلب فِي ثَالِث عشر رَجَب وَمَعَهُ قراجا بن دلغادر وجبار بن مهنا وَقد نزل بكلمش نَائِب طرابلس وأمير أَحْمد نَائِب حماه على الرستن فِي انْتِظَاره عزم أرغون كَذَلِك على لِقَائِه. فَبَلغهُ مخامرة أكَابِر أُمَرَاء دمشق عَلَيْهِ فاحترس على نَفسه وَصَارَ يجلس بالميدان وَهُوَ لابس آلَة الْحَرْب. ثمَّ اقْتضى رَأْي أَمِير مَسْعُود بن خطير أَن النَّائِب لَا يلقى الْقَوْم وَأَنه يُنَادى بِالْعرضِ للنَّفَقَة فِي منزلَة الْكسْوَة ويركب اليها فَإِذا خرج الْعَسْكَر إِلَيْهِ. بِمَنْزِلَة الْكسْوَة مَنعهم من عبور دمشق وَسَار بهم إِلَى الرملة فِي انْتِظَار قدوم السُّلْطَان. فَفعل أرغون ذَلِك وَأَنه مُقيم على الرملة بعسكر دمشق فَإِن ألطنبغا برناق نَائِب صفد سَار إِلَى بيبغا روس فِي طَاعَته وَأَن بيبغاروس وصل إِلَى حماه وَاجْتمعَ مَعَ نائبها أَحْمد وبكلمش نَائِب طرابلس وَسَار بهم إِلَى حمص فَلَقِيَهُ مَمْلُوك أرقطاى بِكِتَاب السُّلْطَان ليحضر فَقبض عَلَيْهِمَا وقيدهما وَسَار يُرِيد دمشق فَبَلغهُ مسير السُّلْطَان بعساكره واشتهر ذَلِك فِي عسكره وَأَنه قد عزل من نِيَابَة حلب فانحلت عزائم كثير مِمَّن مَعَه وَأخذ فِي الاحتفاظ بهم والتحرر مِنْهُم إِلَى أَن قدم دمشق يَوْم الْخَمِيس خَامِس رَجَب فَإِذا أَبْوَاب الْمَدِينَة مغلقة والقلعة مُحصنَة. فَبعث بيبغا روس إِلَى الْأَمِير أياجي نَائِب القلعة يَأْمُرهُ بالإفراج عَن الْأَمِير وقردم وَأَن يفتح أَبْوَاب الْمَدِينَة. فَفتح أياجي أَبْوَاب دمشق وَلم يفرج عَن قردم. فَركب أَمِير أَحْمد نَائِب حماة وبكلمش نَائِب طرابلس من الْغَد ليعبرا على الضّيَاع فواقى نجاب بِخَبَر مسك منجك ومسير السُّلْطَان من خَارج الْقَاهِرَة. وَعَاد أَحْمد وبكلمش فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشره وَقد نزل الْأَمِير طاز بِمن مَعَه المزيرب فارتج عَسْكَر بيبغا روس وتواعد فراجا بن دلغادر وجبار ابْن مهنا على الرحيل فَمَا غربت الشَّمْس يَوْمئِذٍ إِلَّا وَقد خرحا بأثقالهما وأصحابهما وسارا فَركب بيبغا روس فِي أَثَرهَا فَلم يدركهما وَعَاد بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء فَلم يسْتَقرّ قراره حَتَّى دقَّتْ البشائر بالقلعة وأعلن أَهلهَا بِأَن الْأَمِير طاز والأمير أرغون نَائِب الشَّام وافيا وَأَن الْأَمِير شيخو وَالسُّلْطَان سَاقه. فبهت بيبغاروس وتفخد عَنهُ من مَعَه وَركب عَائِدًا إِلَى حلب فِي تَاسِع عشر شعْبَان فَكَانَت إِقَامَته أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا أثر أَصْحَابه فِيهَا بِدِمَشْق وأعمالها آثاراً قبيحة من النهب والسبي والحريق والغارات على

<<  <  ج: ص:  >  >>