للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضّيَاع من حلب إِلَى دمشق كَمَا فعل المغول أَصْحَاب غازان. فَبعث السُّلْطَان الْأَمِير أسندمر العلائي وَالِي الْقَاهِرَة ليبشر بذك فَقدم إِلَى الْقَاهِرَة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشريه. فدقت البشاثر وطبلخاناه الْأُمَرَاء وزينت الْقَاهِرَة سَبْعَة أَيَّام. وجبى من الْأُمَرَاء والدواوين والولاة ومقدمي الْحلقَة الَّذين لم يسافروا ثمن الشقق الْحَرِير الَّتِى تفرش إِذا قدم السُّلْطَان وَكَانَ قدم إِلَيْهِ من صفد الْأَمِير أيتمش الناصري فَكَانَ يرجعه عَن كثير من ذَلِك وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ التقى مَعَ الْأَمِير أرغون الكاملي نَائِب الشَّام على بدعرش من عمل غَزَّة وَقد تَأَخّر مَعَه الْأَمِير طاز. بِمن مَعَه. فَدخل السُّلْطَان بهم إِلَى غَزَّة وخلع على نَائِب الشَّام وأنعم عَلَيْهِ بأربعمائة ألف دِرْهَم وأنعم على أَمِير مَسْعُود بِأَلف دِينَار وأنعم على كل من أُمَرَاء الألوف بِدِمَشْق بألفي دِينَار وعَلى كل من أُمَرَاء الطبلخاناه بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وعَلى كل من أُمَرَاء العشرات بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَكَانَت جملَة مَا أنْفق فيهم سِتّمائَة ألف دِرْهَم. وَتقدم الْأَمِير شيخو والأمير طاز والأمير أرغون الكاملي نَائِب الشَّام. بِمن مَعَهم إِلَى دمشق وَتَأَخر الْأَمِير صرغتمش صُحْبَة السُّلْطَان ليدبر الْعَسْكَر. وتبعهم السُّلْطَان فَكَانَ دُخُوله دمشق فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل رَمَضَان وَقد خرج النَّاس إِلَى لِقَائِه وزينت الْمَدِينَة زِينَة حفلة فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَنزل السُّلْطَان بالقلعة ثمَّ ركب مِنْهَا فِي غده يَوْم الْجُمُعَة ثَانِيه إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي فِي موكب جليل حَتَّى صلى بِهِ الْجُمُعَة. وَكَانَ الْأُمَرَاء قد مضوا فِي طلب بيبغا روس فَقدم خبرهم فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خامسه بنزول الْأَمِير شيخو والأمير طاز على حمص وَأَنه قد بَلغهُمْ مسك بيبغا روس وأمير أَحْمد نَائِب حماه وَجَمَاعَة. فدقت البشائر بالقلعة ثمَّ تبين كذب هَذَا الْخَبَر وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه: رسم بِعُود أجناد الْحلقَة ومقدميها وأطلاب الْأُمَرَاء إِلَى الْقَاهِرَة فخرحوا فِيهِ من دمشق أَرْسَالًا. وَكَانَت جمَاعَة من الْعَسْكَر قد تخلفوا بغزة فقدموا الْقَاهِرَة فِي رابعه وَقدم الأجناد وأطلاب الْأُمَرَاء إِلَى الْقَاهِرَة فِي خَامِس عشريه وَأما بيبغا روس فَإِنَّهُ قدم حلب فِي تَاسِع عشري شعْبَان وَقد حفرت خنادق تجاه أَبْوَابهَا وغلقت الْأَبْوَاب وامتنعت القلعة ورمته رجالها بالمنجنيق وَالْحِجَارَة وتبعهم من فَوق الأسوار من الرِّجَال بِالرَّمْي عَلَيْهِ. وصاحوا عَلَيْهِ فَبَاتَ. بِمن مَعَه وَركب من الْغَد يَوْم الْخَمِيس أول شهر رَمَضَان للزحف على الْمَدِينَة وَإِذا بصياح عَظِيم والبشائر

<<  <  ج: ص:  >  >>