للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دِينَار. وَوجد لَهُ سَبْعَة آلَاف نطع وَخَمْسمِائة حمَار وَمِائَتَا بُسْتَان وَألف وَأَرْبَعمِائَة ساقية وَذَلِكَ سوى مَا نهب وَسوى مَا اختلس على أَن موجوده أبيع بِنصْف قِيمَته. وَوجد لَهُ فِي حَاصِل بَيت المَال مبلغ مائَة ألف وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم وَفِي الأهراء نَحْو عشْرين ألف أردب وَكَانَ مبدأ أمره أَنه بَاشر اسْتِيفَاء الْوَجْه القبلي وَتوجه إِلَيْهِ صُحْبَة الْأَمِير علم الدّين أيدمر الزراق وَهُوَ كاشف. فَنَهَضَ فِيهِ وشكرت سيرته إِلَى أَن عرض السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكتاب فِي أَيَّام النشو ليختار مِنْهُم من يوليه كَاتب الإصطبل وَكَانَ ابْن زنبور من جُمْلَتهمْ وَهُوَ شَاب فَأثْنى عَلَيْهِ الْفَخر نَاظر الْجَيْش وساعده الأكوز. فَخلع عَلَيْهِ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد وَاسْتقر بِهِ كَاتب الإصطبل عوضا عَن ابْن الجيعان فنال فِي مُبَاشرَة الإصطبل سَعَادَة طائلة. وأعجب بِهِ السُّلْطَان لفطنته وشكره من تَحت يَده حَتَّى مَاتَ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد. ثمَّ اسْتَقر ابْن زنبور مُسْتَوْفِي الصُّحْبَة فِي أَيَّام الْمَنْصُور أبي بكر وانتقل مِنْهَا فِي وزارة نجم الدّين مَحْمُود وَزِير بَغْدَاد إِلَى نظر الدولة. ثمَّ أخرجه جمال الكفاة لكشف القلاع فَقدم إِلَى مصر بعد مَوته. ثمَّ اسْتَقر فِي نظر الْخَاص بعناية الْأَمِير أرغون العلائي ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش وَجمع بعد مُدَّة إِلَيْهِمَا الوزارة. وَلم يتَّفق لأحد قبله بِالْجمعِ بَين الْوَظَائِف الثَّلَاث وَعظم ابْن زنبور إِلَى الْغَايَة حَتَّى أَنه كَانَ إِذا خرجت الْخُيُول لأرباب الْوَظَائِف من إصطبل السُّلْطَان يخرج لَهُ ثَلَاثَة أرؤس وَإِذا خلع عَلَيْهِ خلع عَلَيْهِ ثَلَاث خلع. ونفذت كَلمته وقويت مهابته وفخمت سعادته واتجر فِي جَمِيع الْأَصْنَاف حَتَّى فِي الْملح والكبريت وَربح فِي سنة وَاحِدَة من المتجر زِيَادَة على ألف ألف دِرْهَم مِنْهَا فِي صنف الزَّيْت الْحَار خَاصَّة مائَة ألف وَعشرَة آلَاف. فكثرت حساده وعادته الْكتاب لضبطه وأحصوا عَلَيْهِ جَمِيع مَا يتَحَصَّل لَهُ. فَلَمَّا ولى الْأَمِير صرغتمش بعد الْأَمِير شيخو رَأس نوبَة أغروه بِهِ فَإِنَّهُ كَانَ يحمل لشيخو مَال الخلص وَهُوَ الَّذِي عمر لَهُ الْعِمَارَة الَّتِي على النّيل من مَاله وَكَانَ يقوم لَهُ بِمَا يفرقه من الحوائص على مماليكه وَنَحْو ذَلِك حَتَّى تغير صرغتمش وَصَارَ صرغتمش

<<  <  ج: ص:  >  >>