وَحج قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وَالشَّيْخ بهاء الدّين عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عقيل. وَأسر السُّلْطَان والأمراء مدبرو الدولة إِلَى أَمِير الْحَاج وَمن صحبته من الْأُمَرَاء أَن يقبضوا على الشريف ثقبة ويقرروا الشريف عجلَان بمفرده على إِمَارَة مَكَّة. فَلَمَّا قدم الْحَاج بطن مر وَمضى عجلَان إِلَى لقائهم شكا إِلَى الْأُمَرَاء من أَخِيه ثقبة وَذكر مَا فعله مَعَه وَبكى. فطمنوا قلبه وَسَارُوا بِهِ مَعَهم حَتَّى لَقِيَهُمْ ثقبة فِي قواده وعبيده فألبسوه خلعة على الْعَادة ومضوا حافين بِهِ نَحْو مَكَّة وهم يحادثونه فِي الصُّلْح مَعَ أَخِيه عجلَان ويحسنون لَهُ ذَلِك وَهُوَ يَأْبَى موافقتهم حَتَّى أيسوا مِنْهُ. فَمد الْأَمِير كشلى يَده إِلَى سَيْفه فَقبض عَلَيْهِ وَأَشَارَ إِلَى من مَعَه فألقوه عَن فرسه وأخدوه وَمَعَهُ ابْن لعطيفة وَآخر من بني حسن وكبلوهم بالحديد ففر القواد وَالْعَبِيد. وأحضر عجلَان وألبس التشريف وعبروا بِهِ إِلَى مَكَّة فَلم يخْتَلف عَلَيْهِم اثْنَان. وَسلم ثقبة للأمير أَحْمد بن آل ملك فسر النَّاس بذلك. وَكثر حلب الغلال وَغَيرهَا فانحل السّعر عشْرين درهما الأردب. وَقبض على إِمَام الزيدية أبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن أَحْمد اليمني وَكَانَ يُصَلِّي فِي الْحرم بطائفته ويتجاهر وَنصب لَهُ منبراً فِي الْحرم يخْطب عَلَيْهِ يَوْم الْعِيد وَغَيره. بمذهبه. فَضرب بالمقارع ضربا مبرحاً ليرْجع عَن مذْهبه فَلم يرجع وسجن ففر إِلَى وَادي نَخْلَة فَلَمَّا انْقَضى موسم الْحَاج حمل الشريف ثقبة مُقَيّدا إِلَى مصر وَبلغ النّيل فِي زِيَادَته إِلَى سِتَّة عشر أصبعاً من تِسْعَة عشر ذِرَاعا بعد مَا توقف فِي ابْتِدَاء الزِّيَادَة. وَكَانَ الْوَفَاء يَوْم الْأَحَد تَاسِع رَجَب وَهُوَ ثامن عشر مسرى وَفتح الخليج على الْعَادة. وَمَات فِيهَا أَمِين الدّين إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْمَعْرُوف بكاتب طشتمر وَولي نظر الْجَيْش فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ عزل وَتوجه إِلَى الْقُدس حَتَّى أقدم الْأَمِير شيخو وَعَمله نَاظر ديوانه فَمَاتَ قَتِيلا بحلب فِي رَابِع عشر الْمحرم. وَمَات الْأَمِير بكلمش نَائِب طرابلس فِي أول الْمحرم. وَأَصله من مماليك صَاحب ماردين بَعثه إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فترقى فِي خدمته وأنعم عَلَيْهِ إِلَى أَن ولى نِيَابَة طرابلس فِي الْأَيَّام المظفرية وَكَانَ من أمره مَا ذكره. وَمَات الْأَمِير أَحْمد بن الساقي نَائِب حماة فِي أول الْمحرم. وَأَصله من الأويرانية وَبَعثه نَائِب البيرة فِي الْأَيَّام الناصرية فَأعْطَاهُ السُّلْطَان للأمير بكتمر الساقي ثمَّ أنعم عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute