للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا استسقى أهل دمشق لتأخر نزُول الْمَطَر بعامة بِلَاد الشَّام حَتَّى بلغت الغرارة من الْقَمْح إِلَى مائَة وَعشْرين درهما بعد مَا كَانَت بِثَمَانِينَ درهما. فأغيثوا من ليلتهم وأمطروا كثيرا مُدَّة أُسْبُوع فَنزل سعر الْقَمْح فِي يَوْمه عشْرين درهما للغرارة. وفيهَا كثرت تزويرات المساطير وَغَيرهَا فَقَامَ فِي ذَلِك قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ وتحدث مَعَ الْأَمِير شيخو فِيهِ حَتَّى رسم لَهُ بالفحص عَن ذَلِك ومقابلة من يَفْعَله. بِمَا يسْتَحقّهُ. فكبس قَاضِي الْقُضَاة عدَّة بيُوت وَأخرج مِنْهَا تزاوير كَثِيرَة وَقبض على جمَاعَة وعاقبهم وسجنهم وَلم يقبل فيهم شَفَاعَة أحد من الْأُمَرَاء. وَاشْتَدَّ الطّلب على ابْن أبي الحوافر فَإِنَّهُ كَانَ عجبا فِي محاكاة الخطوط وكبست دَاره فَوجدَ فِيهَا من تزويره كتب كَثِيرَة وَلم يقدر عَلَيْهِ لاختفائه. وفيهَا قدم نَفِيس الدواداري الدَّاودِيّ الْيَهُودِيّ التبريزي لمعالجة الْأَمِير قبلاى النَّائِب من ضَرْبَان المفاصل وَمَعَهُ ولداه وَهُوَ فِي خنزوانة وتعاظم. فَادّعى دَعْوَى عريضة وَأَرَادَ أَن يركب بغلة فَلم يُمكن من ذَلِك. وفيهَا ولدت امْرَأَة طفلين ملتصقين لكل مِنْهُمَا ثَلَاثَة أَيدي وَثَلَاثَة أرجل وَلَيْسَ لَهما قبل وَلَا دبره وفيهَا انحطت الأسعار بِأَرْض مصر حَتَّى بيع الأردب من الْقَمْح من عشرَة دَرَاهِم الى خَمْسَة عشر درهما. وفيهَا فَشَتْ الْأَمْرَاض فِي النَّاس بالاسكندرية وَالْوَجْه البحري كُله والقاهرة مُدَّة شَهْرَيْن وَبلغ عدَّة الْمَوْتَى فِي كل يَوْم مَا بَين الْخمسين إِلَى السِّتين. وفيهَا ولد السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون وفيهَا توجه ركب الْحجَّاج صُحْبَة الْأَمِير ركن الدّين عمر شاه الحاحب وَحج من الْأُمَرَاء الْأَمِير سيف الدّين كشلى والأمير سيف الدّين بزلار والأمير سيف الدّين طقطاي والأمير شهَاب الدّين أَحْمد بن آل ملك والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن بكتمر الساقي والأمير ركن الدّين عمر بن طقزدمر وَحج الْخَلِيفَة المعتضد بِاللَّه أَبُو بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>