فَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة من أعظم حوادث الصَّعِيد وأشنع محنها وَلذَلِك سقتها فِي هَذَا الْموضع كَمَا هِيَ وَإِن كَانَ قد تقدم فِي السّنة الحالية طرف مِنْهَا لِأَن حكايتها مُتَوَالِيَة أبين لَهَا وَأكْثر وَقد مدح الْأَمِير شيخو غير وَاحِد عِنْد قدومه مِنْهُم نَاصِر الدّين النشائي أحد كتاب الْإِنْشَاء فَقَالَ قصيدة أَولهَا: صعودك للصَّيْد لَهُ سعود بِهِ نجزت من النَّصْر الوعود وَأرْسل نحوهم فرسَان حَرْب ضراغمة تحافهم الْأسود فخاضوا فيهم بِالسَّيْفِ حَتَّى غدوا وهم قَتِيل أَو شريد ومهدت الْبِلَاد فَزَالَ عَنْهَا ظلام الظُّلم وابتهج الْوُجُود وَقَالَ الْفَخر عبد الْوَهَّاب كَاتب الدرج من أَبْيَات: قدوم سعيد مبهج وإياب بِهِ حف للنصر الْعَزِيز ركاب مضيت مضى السهْم فِي غَزْو عصبَة بغاة وغازى المفسدين يُتَاب وَمن كَانَ قتل النَّفس بعض ذنُوبه فَلَيْسَ لَهُ الا السيوف عتاب فَلم تنجهم أَرض وَلَا عصمتهم مغائر مَا بَين الصخور صعاب وَقَالَ الْأَمِير عز الدّين أزدمر الكاشف قصيدة مِنْهَا: حسام عزمك بردى الْأسد فِي الأجم وَنور رَأْيك يهدى النَّاس فِي الظُّلم سعى اليهم وَنصر الله يقدمهُ فِي بَحر جَيش بموج الْخَيل مُنْتَظم وَالْأَرْض ترجف تَحت الْخَيل من فرق وَالْخَيْل تمشى على الأشلاء والرمم فأوقع السَّيْف فِي الْأَعْدَاء منتصراً لله حَتَّى غدوا لَحْمًا على وَضم وَلم يدع دَار بغى غير دَائِرَة وَلَا منار شقَاق غير منهدم وَكَانَ الأحدب قد نجا بِنَفسِهِ فَلم يقدر عَلَيْهِ وَمن حينئد أمنت الطرقات برا وبحراً فَلم يسمع بقاطع طَرِيق بعْدهَا. وَوَقع الْمَوْت فِيمَن تَأَخّر فِي السجون من العربان فكاد يَمُوت مِنْهُم فِي الْيَوْم من عشْرين إِلَى ثَلَاثِينَ حَتَّى فنوا الا قَلِيلا. وَقدم الْخَبَر من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أَن الشريف مَانع بن على بن مَسْعُود بن جماز وَأَوْلَاد طفيل جمعُوا ونازلوا الْمَدِينَة يُرِيدُونَ قتل الشريف فضل بن قَاسم بن قَاسم بن جماز فَامْتنعَ بهَا وهم يحارصرونه اثْنَي عشر يَوْمًا مرت بَينهم فِيهَا حروب فَانْهَزَمُوا ومضو من حَيْثُ أَتَوا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute