الْإِسْلَام فَإِن أسلم بِرِضَاهُ لَا يدْخل منزله وَلَا يجْتَمع بأَهْله الا إِن اتَّبعُوهُ فِي الْإِسْلَام وَيلْزم أحدهم إِذا أسلم. بملازمة الْمَسَاجِد والجوامع. وَأَن تكون عِمَامَة النَّصْرَانِي واليهودي عشر أَذْرع ويلزموا بِزِيَادَة صبغها والا يستخدموا مُسلما وَأَن يركبُوا الْحمير بالآكل وَإِذا مروا بِجَمَاعَة من الْمُسلمين نزلُوا عَن دوابهم وَأَن يكون قيمَة حمَار أحدهم أقل من مائَة دِرْهَم وَأَن يلجأوا إِلَى أضيق الطّرق وَلَا يكرموا فِي مجْلِس وَأَن تلبس نِسَاؤُهُم ثيابًا مُغيرَة الزي إِذا مررن فِي الطرقات حَتَّى أخفافهن تكون فِي لونين وَلَا يدخلن حمامات الْمُسلمين مَعَ المسلمات. وَكتب بذلك كُله مراسيم سلطانية سَار بهَا الْبَرِيد إِلَى الْبِلَاد الإسلامية فَكَانَ تاريخها ثَانِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة وقرىء مِنْهَا مرسوم. بِمَجْلِس السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشريه. وَركب من الْغَد يَوْم الْجُمُعَة سادس عشريه الْأَمِير سيف الدّين وقرىء مرسوم بِجَامِع عَمْرو من مَدِينَة مصر وَآخر بِجَامِع الْأَزْهَر من الْقَاهِرَة فَكَانَ يَوْمًا عَظِيما هَاجَتْ فِيهِ حفاظ الْمُسلمين وتحركت سواكنهم لما فِي صُدُورهمْ من الحنق على النَّصَارَى ونهضوا من ذَلِك الْمجْلس بعد صَلَاة الْجُمُعَة وثاروا باليهود وَالنَّصَارَى وأمسكوهم من الطرقات وتتبعوهم فِي الْمَوَاضِع وتناولوهم بِالضَّرْبِ ومزقوا مَا عَلَيْهِم من الثِّيَاب وأكرهوهم على الْإِسْلَام فيضطرهم كَثْرَة الضَّرْب والإهانة إِلَى التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ خوف الْهَلَاك. فَإِنَّهُم زادوا فِي الْأَمر حَتَّى أضرموا النيرَان وحملوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى والقوهم فِيهَا. فاختفوا فِي بُيُوتهم حَتَّى لم يُوجد مِنْهُم أحد فِي طَرِيق وَلَا ممر وَشَرِبُوا مياه الْآبَار لِامْتِنَاع السقائين من حمل المَاء من النّيل اليهم. فَلَمَّا شنع الْأَمر نُودي فِي الْقَاهِرَة ومصر الا يُعَارض أحد من النَّصَارَى أَو الْيَهُود فَلم يرجِعوا عَنْهُم. وَحل بهم من ذَلِك بلَاء شَدِيد كَانَ أعظمه نكاية لَهُم أَنهم منعُوا من الخدم بعد إسْلَامهمْ فَإِنَّهُم كَانُوا فِيمَا مضى من وقائعهم إِذا منعُوا من ذَلِك كَادُوا الْمُسلمين لإِظْهَار الْإِسْلَام ثمَّ بالغوا فِي إِيصَال الأذي لَهُم بِكُل طَرِيق بِحَيْثُ لم يبْق مَانع يمنعهُم لِأَنَّهُ صَار الْوَاحِد مِنْهُم فِيمَا يظْهر مُسلما وَيَده مبسوطة فِي الْأَعْمَال وَأمره نَافِذ وَقَوله ممتثل. فَبَطل مَا كَانُوا يعْملُونَ وتعطلوا عَن الخدم فِي الدِّيوَان وَامْتنع الْيَهُود وَالنَّصَارَى من تعاطى صناعَة الطِّبّ. وَبدل الأقباط ذَلِك فَلم يجابوا إِلَيْهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute