للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

درهما. الا أَن المَاء قَلِيل بِحَيْثُ نزحت الْآبَار وانقطعت عين جوبان فأغاثهم الله بمطر عَظِيم رووا مِنْهُ. وَحضر أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن أَحْمد الْيُمْنَى - إِمَام الزيدية الَّذِي ضربه عمر شاه أَمِير الركب فِي السّنة الخالية - إِلَى قاضى الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة تَائِبًا مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ من مَذْهَب الزيدية فعقد لَهُ مجْلِس بِالْحرم حَضَره أَمِير الركب وَعَامة أهل مصر وَمَكَّة وأشهدهم أَنه رَجَعَ عَن مَذْهَب الزيدية وتبرأ إِلَى الله تَعَالَى من إِبَاحَة دِمَاء الشَّافِعِيَّة وَأَمْوَالهمْ وَأَنه يواظب على صَلَاة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة مَعَ أَئِمَّة الْحرم وَإِن خرج عَن ذَلِك فعل بِهِ مَا تَقْتَضِيه الشَّرِيعَة وَكتب خطه بذلك. فَقَالَ بَعضهم: استتوبوا الزيدى عَن مَذْهَب قد كَانَ من قبل بِهِ معجبا لَو لم يدارك نَفسه بتوبة لعجل الله لَهُ مذهبا وهبت الرّيح بِمَكَّة من قبل الْيمن أظلم عقبيها الْحرم وفشث الْأَمْرَاض فِي النَّاس حَتَّى لم يكن أحد الا وَبِه وعك الا أَنه كَانَ سليما يحصل الْبُرْء مِنْهُ بعد أُسْبُوع. فَلَمَّا كَانَ شهر شَوَّال ظهر بعد الْعشَاء الْآخِرَة من قبل جبل أبي قبيس كَوْكَب فِي قدر الْهلَال وَأكْثر نورا مِنْهُ وَمر على الْكَعْبَة ثمَّ اختفي بعد ثَلَاثَة درج فَسمع من فَقير يماني وَهُوَ يَقُول: لَا اله الا الله الْقَادِر على كل شَيْء هَذَا يدل على رجل يكون فِي شدَّة يفرج الله عَنهُ وَرجل يكون فِي فرج يصير إِلَى شدَّة وَالله يدبر الْأَمر بقدرته. وَقدم الْخَبَر فِي أخريات شَوَّال بخلع الصَّالح وإعادة السُّلْطَان حسن وَكَانَ اتّفق أَيْضا أَن الشَّيْخ المعتقد أَبَا طرطور قَالَ يَوْمًا: لَا اله الا الله الْيَوْم جلس حسن فِي دست مملكة مصر. وَلم يكن عِنْده سوى الشَّيْخ قطب الدّين أَبى عبد الله مُحَمَّد بن أَبى الثَّنَاء مَحْمُود ابْن هرماس بن ماضي الْقُدسِي الْمَعْرُوف بالهرماس فَقَامَ من فوره إِلَى أَمِير الركب عز الدّين أزدمر وقاضى الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وهما بِالْحرم فَجَلَسَ اليهما ثمَّ أطرق وَرفع رَأسه وَقَالَ: لَا اله الا الله الْيَوْم جلس الْملك النَّاصِر حسن فِي دست مملكة مصر عَن الْملك الصَّالح صَالح فَور خوا ذَلِك عنْدكُمْ. فورخه الْأَمِير عز الدّين أزدمر. وَقدم الْخَبَر بخلع الصَّالح وجلوس النَّاصِر حسن فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه. فَمن حِينَئِذٍ ارْتبط الْأَمِير عز الدّين أزدمر على الهرماس وأوصله للسُّلْطَان حسن حَتَّى بلغ مَا بلغ ظنا مِنْهُ أَن الْكَلَام الْمَذْكُور كَانَ من قبله على جِهَة الْكَشْف وَمَا كَانَ الا مِمَّا تلقفه من الشَّيْخ أبي طرطور فنسبه إِلَى نَفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>