وفيهَا كَانَ من زِيَادَة النّيل مَا ينْدر وُقُوع مثله فَإِنَّهُ انْتهى فِي الزِّيَادَة إِلَى أَصَابِع من عشْرين ذِرَاعا فَقيل خَمْسَة وَقيل سَبْعَة وَقيل عشرُون أصبعاً من عشْرين ذِرَاعا ففسدت الأقصاب والنيلة وَنَحْوهَا من الزراعات وفسدت الغلال الَّتِي بالمطاصر والأجران والمخازن وتقطعت الجسور الَّتِي بِجَمِيعِ النواحي قبليها وبحريها وتعطلت أَكثر الدواليب وتهدمت دور كَثِيرَة مِمَّا يجاور النّيل والخلجان وغرقت الْبَسَاتِين وفاض المَاء حَتَّى بلغ قنطرة قديدار فَكَانَت المراكب تصل من بولاق اليها ويركب النَّاس فِي المراكب من بولاق إِلَى شبْرًا ودمنهور. وغرقت كوم الريش وَسَقَطت دورها فَركب الْأَمِير عَلَاء الدّين على بن الكوراني وَالِي الْقَاهِرَة والأمير قشتمر الحاحب وَجَمَاعَة. وَقطعت أَشجَار كَثِيرَة وَعمل سد عَظِيم حَتَّى رَجَعَ المَاء عَن الحسينية بعد مَا أشرفت على الْغَرق فَإِن المطرية والاصرية والمنيا وشبرا مَعَ جَمِيع الضواحي بقوا ملقة وَاحِدَة مُتَّصِلَة بالنيل الْأَعْظَم فعز التِّبْن بالنواحي لتلفه كُله وَبلغ كل حمل عشْرين درهما فِي الرِّيف وَوصل فِي الْقَاهِرَة كل حمل إِلَى خَمْسَة وَأَرْبَعين درهما ثمَّ انحط إِلَى خَمْسَة وَعشْرين درهما. وتحسنت الأسعار فَبلغ الأردب الْقَمْح إِلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ درهما والأردب الشّعير إِلَى عشْرين درهما والأردب الفول إِلَى سِتَّة عشر درهما. وشرق مَعَ ذَلِك كثير من بِلَاد الفيوم فَإِن جسرها انْقَطع فَتوجه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن المحسنى والأمير مجد الدّين مُوسَى الهذبانى والأمير عمر شاه - كاشف الجسور - وَغَيره حَتَّى سدوه وجبوا من بِلَاد الفيوم ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم وبنوا زريبة حجر مَوضِع الجسر حَتَّى أتقنوه ثمَّ عَادوا. وغلا البرسيم الأخصر حَتَّى بلغ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute