تسع وَثَلَاثِينَ إِلَى نظر الدولة وَاسْتقر عوضه فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة أَخُوهُ كريم الدّين حَتَّى أمسك مَعَ أَبِيه فِي نوبَة النشو وعوقبوا. ثمَّ توجه بعد موت أَبِيه إِلَى الْقُدس وَأقَام بِهِ مُدَّة. ثمَّ طلب وَولى نظر الْبيُوت فاستعفى مِنْهَا وَولى نظر النظار بِالشَّام. ثمَّ استعفى مِنْهَا أَيْضا وَقدم الْقَاهِرَة حَتَّى ولى نظر الْجَيْش بعد ابْن زنبور وأضيف اليه نظر الْخَاص وَكَانَ فَاضلا كَرِيمًا درس بعدة مَوَاضِع. توفّي تَاج الدّين أَبُو الفضايل أَحْمد بن الصاحب أَمِين الْملك عبد الله بن غَنَّام فِي رَابِع شَوَّال تَحت الْعقُوبَة كَمَا تقدم. وَهُوَ أحد كتاب مصر المعدودة وَكَانَ يخْدم جريدته بِيَدِهِ وَلَا يحْتَاج إِلَى كشف عَامل وَلَا غَيره بل يكَاد أَن يعْمل محاسبة كل أحد من ذهنه لفرط ذكائه وَشدَّة فطنته مَعَ الْعِفَّة وَالْأَمَانَة أَو التشدد على النَّاس والتوفير من الأرزاق حَتَّى لم يعْهَد أَنه جرى على يَده رزق لأحد بل مَا برح يومر المَال للسُّلْطَان إِلَى أَن كَانَ من أمره مَا كَانَ. وَكَانَ لَا يُرَاعى أحدا وَلَا يحابى وَيكثر من المحاققة والضبط. توفّي الْأَمِير سيف الدّين أياجى نَائِب قلعة دمشق وَتوفى الشريف عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن على بن عز الدّين حَمْزَة بن الْفَخر على بن الْحسن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة الْحُسَيْنِي الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بحلب. قدم الْقَاهِرَة وَكتب بديوان الْإِنْشَاء مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى حلب وَولى وكَالَة بَيت المَال ونقابة الْأَشْرَاف لَهَا حَتَّى مَاتَ وَقد أناف على السّبْعين. وَتُوفِّي الْوَزير الصاحب موفق الدّين أَبُو الْفضل هبة الله بن سعيد الدولة إِبْرَاهِيم فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشْرين ربيع الآخر. وَكَانَ كَاتبا مجيداً مشكور السِّيرَة. لَهُ بر ومعروف. بَاشر أَولا نظر الدولة ثمَّ تنقل إِلَى الوزارة فَلم يزل وزيراً حَتَّى مَاتَ وَدفن بتربته من الْقَاهِرَة وَكَانَت جنَازَته حفلة. وَتُوفِّي متملك الأندلس أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن الْأَحْمَر فِي صَلَاة عيد الْفطر طعن بخنجر وَهُوَ ساجد فَكَانَت منيته.