للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَمَان وخسمين وَسَبْعمائة فِيهَا قبض على ابْن الزبير نَاظر الدولة وعوقب حَتَّى هلك. وفى جُمَادَى الآخر: خلع على شمس الدّين مُحَمَّد ابْن الصاحب مدرس الصاحبية والشريفية. بِمصْر وَاسْتقر محتسب الْقَاهِرَة بعد وَفَاة عَلَاء الدّين عَليّ بن الأطروش. وَاسْتقر شَيخنَا سراج الدّين الْهِنْدِيّ عوضه فِي قَضَاء الْعَسْكَر. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثامن شعْبَان: وثب قطا وقجا - وَيُقَال باي قجا - أحد المماليك السِّلَاح دارية على الْأَمِير شَيْخُو وَهُوَ بدار الْعدْل وضربه بِسيف ثَلَاث ضربات فِي رَأسه وَوَجهه وذراعه فَسقط وَارْتجَّ الْمجْلس. وَقَامَ السُّلْطَان عَن كرْسِي الْملك إِلَى قصره فِي خاصكيته وتفرق الْأُمَرَاء. وطار الْخَبَر بِأَن الْأَمِير شيخو قتل فَركب الْأَمِير خَلِيل ابْن قوصون - ربيب شيخو وَلبس آلَة الْحَرْب وسَاق فِي عدَّة وافرة إِلَى القلعة وصعدها. بِمن مَعَه وهم ركاب إِلَى رحبة دَار الْعدْل. وَحمل شيخو على جنوية - على أَنه قد مَاتَ - إِلَى إصطبله. وَركب الْعَسْكَر جَمِيعهم إِلَى تَحت القلعة بِالسِّلَاحِ. وَركب الْأَمِير صرغَتمش فِي عدَّة من الْأُمَرَاء إِلَى الْأَمِير شيخو فوجدوا بِهِ رمقاً فاعتذروا إِلَيْهِ مِمَّا وَقع وَأَنه لم يكن يعلم السُّلْطَان وَأَنه قبض على الْغَرِيم وَأمر بتسميره وتوسيطه. ثمَّ قَامُوا فسمر الْمَذْكُور وطيف بِهِ على جمل ثمَّ وسط بعد مَا قرر فَلم يقر على أحد. وَقَالَ: قدمت لَهُ قصَّة لينقلني من الجامكية إِلَى الإقطاع فَلم يفعل فَبَقيَ فِي نَفسِي مِنْهُ وَركب السُّلْطَان من الْغَد لعيادة شَيْخُو وَحلف لَهُ أَنه لم يعلم. بِمَا جرى حَتَّى وَقع ثمَّ عَاد. فمازال شيخو صَاحب فرَاش حَتَّى مَاتَ يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشْرين ذِي الْقعدَة وَدفن من الْغَد بخانكاته وقبره بهَا وَكَانَ قد قَارب السِّتين سنة. وَكَانَ كثير الْمَعْرُوف وَهُوَ أول من قيل لَهُ الْأَمِير الْكَبِير بِمصْر. وَفِي شعْبَان: قدم رسل السُّلْطَان جَانِبك بن أزبك فَركب الْعَسْكَر من الْأُمَرَاء والمماليك والمقدمين وأجناد الْحلقَة إِلَى لقائهم بالزي الفاخر. وتمثلوا بَين يَدي السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>