للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البُلْقِينِيّ وتاج الدّين بن سَالم وَغَيره من أصهاره. وأنعم على الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن قشتمر حمص أَخْضَر بإمرة مائَة. وَكثر فِي شهر رَمَضَان إكرام السُّلْطَان للأمير صَرْغَتْمش وَأمر فَعمل لَهُ بثغر الْإسْكَنْدَريَّة قبانخ. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الاحد تَاسِع عشره أصبح السُّلْطَان متوعك الْبدن فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ صَرْغَتْمُش ليعوده ألبسهُ القبانخ وَنزل إِلَى دَاره. ثمَّ صعد من الْغَد يَوْم الْإِثْنَيْنِ عشرينه إِلَى الْقصر على عَادَته وَأمر وَنهى على بَاب الْقصر وَصرف أُمُور الدولة على عَادَته ثمَّ دخل. فَلَمَّا اسْتَقر بِهِ الْجُلُوس وتكامل الْمركب تقدم الْأَمِير طيبغا الطَّوِيل وَقبض عَلَيْهِ وأعانه الْأَمِير منكلى بغا ثمَّ قبض على الْأَمِير قشتمر القاعي حَاجِب الْحجاب والأمير طقبغا صاروق الماجارى. وَارْتجَّ الْقصر. بِمن فِيهِ فَركب الْأَمِير أَحْمد بن قشتمر فِي عدَّة من المماليك وَلبس وهم آلَة الْحَرْب ووقف تَحت القلعة فَركب إِلَيْهِ الْأَمِير عز الدّين أزدمر الخازندار والأمير يلبغا الخاصكي والأمير تنكر بغا والأمير طيبغا الطَّوِيل والأمير منكلى بغا فِي طَائِفَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة وقاتلوه من بكرَة النَّهَار إِلَى الْعَصْر حَتَّى هزموه وَمن مَعَه. وَركب الْعَامَّة أقفيتهم يرجمونهم بِالْحِجَارَةِ ثمَّ امتدت أَيْديهم إِلَى بَيت الْأَمِير صَرْغتْمش فنهبوه ونهبوا الحوانيت الَّتِي بالصليبة بجواره وتتبعوا الْعَجم فَإِن صرغتمش كَانَ يعْنى بهم ونوه باسمهم وَجعل مدرسته وَقفا عَلَيْهِم. فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً عَظِيما شناعته. وَاسْتمرّ الطّلب على ابْن قَشتَمُر حَتَّى قيض عَلَيْهِ وعَلى جماعته من أخر النَّهَار فقيدوا وحملوا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة - وَفِيهِمْ صرغَتمش - فسجنوا بهَا. وَقبض على القَاضِي ضِيَاء الدّين يُوسُف بن أَبى بكر مُحَمَّد نَاظر المارستان وأهين وأركب على حمَار ثمَّ نفي بعد ضربه بالمقارع عرياً ومصادرته. وعزل عَامَّة من كَانَ جِهَته صَرْغَتْمُش فعزل قطب الدّين بن عرب من حسبَة الْقَاهِرَة وَاسْتقر عوضه الشَّيْخ عبد الرَّحِيم الْإِسْنَوِيّ وعزل ابْن عقيل عَن قَضَاء الْقُضَاة بعد اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ يَوْمًا وأعيد عز الدّين بن جمَاعَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشْرين شهر رَمَضَان. وَقبض على نَاظر

<<  <  ج: ص:  >  >>