لجَماعَة من الْفُقَهَاء مِنْهَا وَظِيفَة نظر الْجَيْش وَنظر بَيت المَال. وَجعل عشرَة من أَوْلَاد النَّاس أُمَرَاء أُلُوف وهم ولداه أَحْمد وقاسم وأسنبغا بن البوبكري وَعمر بن أرغون النَّائِب وَمُحَمّد بن طرغاي وَمُحَمّد بن بهادر آص وَمُحَمّد بن المحسني ومُوسَى بن أرقطاي وَأحمد بن آل ملك ومُوسَى بن الأزكشي. وأنعم على عدَّة مِنْهُم بإمريات طبلخاناه وعشرات. وَولى ابْن القَشتَمُري نِيَابَة حلب وَابْن صُبْح نِيَابَة صفد. وَقد وَافق أَبَاهُ فِي عدَّة أُمُور فِي اللقب الْخَاص بالملوك فكلاهما لقب بِالْملكِ النَّاصِر. وَفِي أَنه خلع ثمَّ أُعِيد كل مِنْهُمَا إِلَى السلطنة بعد الْخلْع كَانَ ذَلِك فِي ثَانِي شَوَّال. وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا من وزر لَهُ مُتعمم وَصَاحب سيف. وَأقَام مُدَّة بِغَيْر وَزِير وَلَا نَائِب وَبنى الْمدرسَة الَّتِي لم يبن فِي ممالك الْإِسْلَام بَيت لله مثلهَا فِي الْعظم وَالْجَلالَة والضخامة. السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن الْملك المظفر حاجي بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون أَقَامَهُ الْأَمِير يلبغا فِي السلطنة. وَذَلِكَ أَنه لما قبض على السُّلْطَان حسن وَصعد إِلَى القلعة وَمَعَهُ الْأَمِير طيبغا الطَّوِيل أَمِير سلَاح والأمير مَلَكتمُر المارديني رَأس نوبَة الجمدارية والأمير أَشَقتمر أَمِير مجْلِس فِي بَقِيَّة الْأُمَرَاء اشتوروا فِيمَن يُقَام فِي السلطة فَذكر بَعضهم الْأَمِير حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون وَهُوَ آخر من بقى من أَوْلَاد الْملك النَّاصِر مُحَمَّد لصلبه فَلم يرضوه خشيَة من أَن يستبد بالأمير دونهم ثمَّ لَا يبْقى مِنْهُم أحدا. وَذكر الْأَمِير أَحْمد بن السُّلْطَان حسن فَرَأَوْا أَن تَقْدِيمه - وَقد عُمل بِأَبِيهِ مَا عُمل - سوء تَدْبِير فَإِن الْحَال يلجئه لِأَن يَأْخُذ بثأر أَبِيه فأعرضوا عَنهُ. وَوَقع الطارق على مُحَمَّد بن المظفر حاجى فاستدعى الْخَلِيفَة وقضاة الْقُضَاة وأحضر ابْن المظفر وعمره نَحْو أَربع عشرَة سنة ففوض الْخَلِيفَة إِلَيْهِ أُمُور الرّعية وَركب والكافة بَين يَدَيْهِ من بَاب الدَّار إِلَى الإيوان حَتَّى جلس على تخت الْملك وَحلف لَهُ الْأُمَرَاء على الْعَادة وَهُوَ لابس الثَّوْب الخليفتي وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute