وَتُوفِّي السُّلْطَان أَبُو سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن عَليّ بن أبي سعيد عُثْمَان بن أبي يُوسُف يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني صَاحب فاس من بِلَاد الْمغرب. وَكَانَ من خَبره أَن أَبَاهُ السُّلْطَان - أَبَا الْحسن - أَقَامَهُ أَمِيرا فَقدم هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى غرناطة من الأندلس فِي الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فأقاما بهَا إِلَى أَن مَاتَ أَبُو عنان فِي سنة تسع وَخمسين وأقيم بعده ابْنه السعيد فِي الْملك فَخرج أَبُو سَالم من غرناطة لَيْلًا وَلحق بأشبيلية وَبهَا سُلْطَان قشتالة فَطرح نَفسه عَلَيْهِ فوعده وَلم يَفِ لَهُ فَاجْتمع النَّاس على مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن مَنْصُور بن عبد الْوَاحِد بن يَعْقُوب بن عبد الْحق ونازل الْبَلَد الْجَدِيد فَخرج أَبُو سَالم من إشبيلية بِغَيْر طائل وَمضى إِلَى الإفرنس فانضم إِلَيْهِ طَائِفَة وأخدْ مَدِينَة أصيلا وطنجة فتلاحقت بِهِ جيوش مَنْصُور بن سُلَيْمَان وَقد اخْتَلَّ أمره ففر. فَسَار أَبُو سَالم بِمن مَعَه وَدخل دَار الْإِمَارَة يَوْم الْخَمِيس النّصْف من شعْبَان سنة تسع وَخمسين فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ أحد إِلَى أَن كَانَت هَذِه السّنة ثار عَلَيْهِ ثقته ودعا إِلَى أَخِيه تاشفين. ففر النَّاس عَنهُ وَخرج لَيْلًا فَأخذ وَذبح فاضطربت الْأُمُور من بعده. وَكَانَ وسيماً بديناً كثير الْحيَاء مؤثراً للجميل لَهُ معرفَة بِالْحِسَابِ والنجوم ومحبة فِي الرَّاحَة. وَتُوفِّي الْأَمِير طاز فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة بِالشَّام. وَتُوفِّي الشريف شمس الدّين مُحَمَّد بن شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن أَبى الركب نقيب الْأَشْرَاف بِالْقَاهِرَةِ وَإِلَيْهِ تنْسب الْمدرسَة الشريفية بحارة بهاء الدّين. وَتُوفِّي أَبوهُ شهَاب الدّين فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَتُوفِّي شمس الدّين أَبُو إِمَامَة مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يحيى بن عبد الرَّحِيم الْمَعْرُوف بِابْن النقاش الشَّافِعِي الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفَسّر الْوَاعِظ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ربيع الأول. وَتُوفِّي أَمِين الدّين مُحَمَّد بن الْجمال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر ابْن أسعد بن حَمْزَة الْمَعْرُوف بِابْن القلانس التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي وَكَانَ أحد أَعْيَان دمشق وباشر بهَا وكَالَة بَيت المَال وَقَضَاء الْعَسْكَر ودرس الْفِقْه ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ مُدَّة وعزل عَنْهَا.