وَاسْتقر صدر الدّين أَحْمد بن عبد الظَّاهِر بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب عوضا عَن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن ياسين الريَاحي فِي صفر. وَاسْتقر كَمَال الدّين أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم النويري فِي قَضَاء مَكَّة عوضا عَن تَقِيّ الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَبى الْعَبَّاس أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي بعد عَزله. وفيهَا اسْتَقر جمال الدّين عبد الله بن كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن تَاج الدّين أَحْمد بن السعيد بن الْأَثِير فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الصاحب شرف الدّين يَعْقُوب بن عبد الْكَرِيم الْحلَبِي بعد وَفَاته. وفيهَا اشْتَدَّ الْبرد بِدِمَشْق. وَخرج ركب الْحَاج من الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأَمِير طَيبغَا الطَّوِيل أَمِير سلَاح وَهُوَ فِي تجمل عَظِيم فوصلت إِلَيْهِ الإقامات إِلَى عَرَفَة حملهَا إِلَيْهِ الْأَمِير يَلبغا وفيهَا خلع صَاحب فاس ملك الْمغرب أَبُو عمر تاشفين بن السُّلْطَان أبي الْحسن على ابْن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق فِي محرم. وَولى ملك الْمغرب بعد أَبُو زيان مُحَمَّد ابْن الْأَمِير أَبى عبد الرَّحْمَن بن السُّلْطَان أبي الْحسن. وفيهَا اشْتَدَّ الْبرد بِبِلَاد الشَّام وجمدت الْمِيَاه حَتَّى مَاء الْفُرَات وَمر المسافرون عَلَيْهِ بأثقالهم فَرَأَوْا مِنْهُ منْظرًا عجيباً. وَهَذَا الْأَمر لم يعْهَد فِي هَذِه الْأَعْصَار مثله. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر من الْأَعْيَان الْخَلِيفَة المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح واسْمه أَبُو بكر بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع سُلَيْمَان ابْن الْحَاكِم بِأَمْر الله أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن بن الْخَلِيفَة الراشد بن المسترشد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر جُمَادَى الأولى وَمُدَّة خِلَافَته عشرَة أَعْوَام. وَحج سنة أَربع وَخمسين وَسنة سِتِّينَ. وَكَانَ يلثغ فِي حرف الْكَاف وعهد إِلَى ابْنه مُحَمَّد قبل وَفَاته بِقَلِيل.