وَفِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة: أنعم على الْأَمِير طيبغا العلاى - أستادار الأتابك يلبغا - بتقدمة ألف عوضا عَن ملكَتمر المارديني بعد مَوته. وأنعم على الْأَمِير أَيْنَبكَ البدري - أَمِير آخور يلبغا - بإمرة طبلخاناه وَاسْتقر أستادار يلبغا عوضا عَن طيبغا. وَاسْتقر الْأَمِير أرغون ططر رَأس نوبَة كَبِيرا عوضا عَن ملكتمر المارديني. وَفِي ثَانِي عشره: اسْتَقر الْأَمِير أرغون الأزقي أستادار السُّلْطَان عوضا عَن أروس المحمودي. وَفِي خَامِس عشره: اسْتَقر الشريف بكتمر وَالِي الْقَاهِرَة فِي ولَايَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن صَلَاح الدّين خَلِيل بن عرام وَكَانَت ولَايَة حَرْب. فاستقر لبَكتَمُر نِيَابَة بتقدمة ألف وَهُوَ أول من بَاشَرَهَا نِيَابَة سلطنة وَعمل مَعَه حَاجِب أَمِير طبلخاناه ووالي حَرْب إمرية عشرَة وَخَمْسمِائة فَارس بالثغر. وَاسْتقر الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا أستادار كشلي فِي ولَايَة الْقَاهِرَة. وَاسْتقر عوضه فِي ولَايَة مصر الْأَمِير - حسام الدّين حُسَيْن بن عَلَاء الدّين عَليّ بن الكوراني. وَكَانَ الْأَمِير طَيبغا الطَّوِيل أَمِير سلَاح قد خرج إِلَى العباسة يتصيد فَبعث الْأَمِير يلبغا إِلَيْهِ مرسوم السُّلْطَان فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشره مَعَ الْأَمِير أقبغا الْعمريّ الْحَاجِب بِأَن يتَوَجَّه إِلَى دمشق نَائِب السلطنة بهَا وَحمل مَعَه التَّقْلِيد والتشريف فَلم يُوَافق على ذَلِك ورد الْحَاجِب ردا غير جميل وَكَانَ الْأَمِير يلبغا بتربة مَلَكتمر المارديني مُقيما على قَبره فَلَمَّا بلغه الْحَاجِب جَوَاب الْأَمِير طيبغا غضب وَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير أرغون الأسعردي الدوادار والأمير أروس المحمودي والأمير أرغون الأزقي والأمير طيبغا العلاي بالتشريف وتقليد النِّيَابَة وأكد عَلَيْهِمَا فِي ترجيعه عَن الْفِتْنَة وَإِن لم يمض فليقبضوا عَلَيْهِ. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن مضوا حَتَّى أبعدوا قَلِيلا فَتَأَخر عدَّة من مماليك الْأَمِير طَيبغا العلاي ومماليك أرغون الأزقي ووافى الْأَمِير طيبغا فَامْتنعَ من إجابتهم إِلَى السّفر وَقَالَ: لَيْسَ بيني وَبينهمْ إِلَّا السَّيْف. فَمَال إِلَيْهِ أرغون الأسْعَردي والأمير أروس وقبضوا على الْأَمِير طيبغا العلاي ففر أرغون الأزقي إِلَى الْأَمِير يلبغا وَهُوَ بالتربة ثمَّ لحق بِهِ الْأَمِير طيبغا العلاي وأخبراه بِمَا وَقع فَركب من فوره إِلَى قلعة الْجَبَل وَأمر فدقت الكوسات حَرْبِيّا. وَلبس السُّلْطَان وَعَامة الْعَسْكَر السِّلَاح وركبوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute