للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعزم على محاربة أويس وَأَنه نَائِب السُّلْطَان بِبَغْدَاد إِن نَصره الله عَلَيْهِ وَإِن تكن الْأُخْرَى قدم إِلَى أَبْوَاب السُّلْطَان. فأكرمت رسله وجهز لَهُ تشريف جليل وأعلام خليفتية وأعلام سلطانية وَكتب لَهُ تَقْلِيد بنيابة بَغْدَاد وجهز أَيْضا عدَّة خلع لأمرائه وأكابر دولته وخلع على رسله وأعيد. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشره: خلع على تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن السُّبْكِيّ وأعيد إِلَى قَضَاء دمشق على عَادَته وسافر فِي ثَالِث عشرينه وَهَذِه ولَايَته الثَّالِثَة. وَفِي هَذِه الْمدَّة: اهتم الْأَمِير يَلْبُغا الأتابك بِعَمَل الشواني البحرية لغْزو الفرنج فَجمع من الأخشاب وَالْحَدِيد والآلات مَا يجل وَصفه وَشرع النجارون فِي عَملهَا بِجَزِيرَة أروى الْمَعْرُوفَة بالجزيرة الْوُسْطَى وَتَوَلَّى عَملهَا الْوَزير فَخر الدّين ماجد بن قزوينة فَقَامَ فِي ذَلِك أتم قيام وبذل همته وأستفرغ وَسعه وتصدى لَهُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَاسْتقر شاد الْعَمَل الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا العلاي أستادار الْأَمِير يلبغا وناظر الْعَمَل بهاء الدّين بن الْمُفَسّر فَقدم للْعَمَل مائَة شيني مَا بَين غراب وطريدة برسم حمل الْخَيل فَكَانَ أمرا مهولاً. وَنُودِيَ بِالْقَاهِرَةِ ومصر بِحُضُور البحارة والنفاطة وَمن يُرِيد الْجِهَاد فِي سَبِيل الله إِلَى بَيت الْأَمِير يلبغا الأتابك للعرض وَأخذ نَفَقَة للسَّفر فِي المراكب. فَاجْتمع عدَّة من المغْاربة رجال الْبَحْر وكتبت أَسمَاؤُهُم وقررت لَهُم المعاليم وأقيمت لَهُم نقباء وَقَامُوا فِي مساعدة صناع المراكب. وَكتب إِلَى طرابلس وَنَحْوهَا من بِلَاد السَّاحِل بإنشاء مراكب حربية وَجمع رجالها فَكَانَ عملا جَلِيلًا. وَفِي تَاسِع عشره: قدم الْخَبَر بفرار تجار الفرنج من الْإسْكَنْدَريَّة فِي الْبَحْر فَلم يقدر عَلَيْهِم. وَفِي عشرينه: طلب نقباء أجناد الْحَرَكَة وألزموا بألا يخفوا أحدا من أجناد الْحلقَة وهددوا إِن أخفوا أحدا مِنْهُم فَكتب كل نقيب مضافيه وأحضروهم للعرض فَقطع الْأَمِير يلبغا مِنْهُم جمَاعَة. وَفِي آخِره: قدم قَاضِي تبريز فِي جمَاعَة برسالة السُّلْطَان أويس أَن مرجان قد عصى عَلَيْهِ وَأَنه قصد الْمسير لقتاله فَلَا يُمكن - إِذا فر - من دُخُوله إِلَى الشَّام ومصر فَأُجِيب بِمَا لَا يُرِيد وَأَنه إِن أَرَادَ نجدة سيرنا إِلَيْهِ العساكر لنصرته وأهين رَسُوله وأعيد خائباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>