للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسلحة والغلال وَغير ذَلِك وطلعت المراكب من الجنادل وَأصْلح مَا فسد مِنْهَا فِي طُلُوعهَا من الجنادل وَصَارَت من وَرَاء الجنادل وشحنت بالأسلحة والغلال وَبَقِيَّة الأزواد والأمتعة وَمَرَّتْ فِي النّيل. وسارت العساكر تُرِيدُ النّوبَة على محازاتها فِي الْبر يَوْمًا وَاحِدًا وَإِذا برسل متملك النّوبَة قد لاقتهم وأخبروهم بِأَن الْعَرَب قد نازلوا الْملك وحصره بقلعة الدوه فبادر الْأَمِير أقتمر عبد الْغَنِيّ لانتقاء الْعَسْكَر وَسَار فِي طَائِفَة مِنْهُم جَرِيدَة وَترك الْبَقِيَّة مَعَ الأثقال. وجد فِي سيره حَتَّى نزل بقلعة أبريم وَبَات بهَا ليلته وَقد اجْتمع بِملك النّوبَة وعرب العكارمة وَبَقِيَّة أَوْلَاد الْكَنْز ووافاه بَقِيَّة الْعَسْكَر. فدبر مَعَ ملك النّوبَة على أَوْلَاد الْكَنْز وأمراء العكارمة وأمسكهم جَمِيعًا. وَركب متملك النّوبَة فِي الْحَال وَمَعَهُ طَائِفَة من المماليك. وَمضى فِي الْبر الشَّرْقِي إِلَى جَزِيرَة مِيكَائِيل حَيْثُ إِقَامَة العكارمة. وَسَار الْأَمِير خَلِيل بن قوصون فِي الْجَانِب الغربي وَمَعَهُ طَائِفَة فأحاطوا جَمِيعًا بِجَزِيرَة مِيكَائِيل عِنْد طُلُوع الشَّمْس وأسروا من بهَا من العكارمة وَقتلُوا مِنْهُم عدَّة بالنشاب والنفط. وفر جمَاعَة نجا بَعضهم وَتعلق بالجبال وغرق أَكْثَرهم. وسَاق بن قوصون النِّسَاء وَالْأَوْلَاد والأسرى والغنائم إِلَى عِنْد الْأَمِير أَقتمر فَفرق عدَّة من السَّبي فِي الْأُمَرَاء وَأطلق عدَّة وَعين طَائِفَة للسُّلْطَان. وَوَقع الِاتِّفَاق على أَن يكون كرْسِي ملك النّوبَة بقلعة الدو لخراب دمقلة كَمَا مر ذكره وَلِأَنَّهُ يخَاف من عرب بني جعد أَيْضا إِن نزل الْملك بدنقلة أَن يأخذوه فَكتب الْأَمِير أقتمر عبد الْغَنِيّ محضراً برضاء ملك النّوبَة بإقامته بقلعة الدو واستغنائه عَن النجدة وَأَنه أذن للعسكر فِي الْعود إِلَى مصر. ثمَّ ألبسهُ التشريف السلطاني وَأَجْلسهُ على سَرِير الْملك بقلعة الدو وَأقَام ابْن أُخْته بقلعة أبريم. فَلَمَّا تمّ ذَلِك جهز ملك النّوبَة هَدِيَّة للسُّلْطَان وهدية للأمير يَلْبُغا الأتابك مَا بَين خيل وهجن ورقيق وتحف. وَعَاد الْعَسْكَر وَمَعَهُمْ أُمَرَاء الْكَنْز وأمراء العكارمة فِي الْحَدِيد. فأقاموا بأسوان سَبْعَة أَيَّام ونودى فِيهَا بالأمان والإنصاف من أَوْلَاد الْكَنْز. فَرفعت عَلَيْهِم عدَّة مرافعات فَقبض على عدَّة من عبيدهم ووسطوا. ورحل الْعَسْكَر من أسوان ومروا إِلَى الْقَاهِرَة فقدموا فِي ثَانِي شهر رَجَب وَمَعَهُمْ الأسرى فعرضوا على السُّلْطَان وقيدوا إِلَى السجْن وخلع على الْأَمِير عبد الْغَنِيّ وَقبلت الْهَدِيَّة. وفيهَا حدثت وَحْشَة بَين السُّلْطَان أويس متملك بَغْدَاد وتوريز وَبَين نَائِبه بِبَغْدَاد خواجا مرجان فعصى عَلَيْهِ مرجان وخطب بِبَغْدَاد للسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف. وَبعث رسله بذلك فقدموا فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى وَمَعَهُمْ كِتَابه بِأَنَّهُ قد خلع أويس وَأقَام الْخطْبَة وَضرب السِّكَّة باسم السُّلْطَان الْأَشْرَف وَأخذ لَهُ الْبيعَة على النَّاس بِبَغْدَاد

<<  <  ج: ص:  >  >>