للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشَّام ومصر فَلم يجب إِلَى قَصده. وخلع على حيار وَولده الْأَمِير نعير وخواصه وَفِي أول ذِي الْقعدَة: قدم رَسُول متملك ماردين بِأَن بيرم خجا التركماني تغلب على الْموصل مُنْذُ سِنِين وَبلغ عسكره نَحْو الثَّلَاثِينَ ألفا. فَلَمَّا أَخذ السُّلْطَان أويس نايبه مرجان بعث إِلَى الْموصل جَيْشًا ففر مِنْهُ بيرم خجا إِلَى بِلَاد الْعَجم وملكها أويس وَقد عزم على أَخذ ماردين وَمَتى ملكهَا تعدى مِنْهَا إِلَى حلب. وَطلب نجدة فَخرج من يكْشف عَن هَذَا الْأَمر. وقدمت أَيْضا رسل متملك جنوة بستين أَسِيرًا من أهل الْإسْكَنْدَريَّة وهدية للسُّلْطَان وللأمير يلبغا. وَذكر أَن هَذِه الأسرى كَانَت نصِيبه وَاعْتذر بِأَنَّهُ لم يعلم بواقعة الْإسْكَنْدَريَّة إِلَّا بعد وُقُوعهَا وَأَنه مُسْتَمر على الصُّلْح وَمَتى قدر على متملك قبرص قَبضه وَقَتله. فَقبلت هديته وَأثْنى الأسرى عَلَيْهِ خيرا وَأَن متملك قبرص لما عَاد من الْإسْكَنْدَريَّة قسم مَا غنمه مِنْهَا بَين مُلُوك الفرنج وَبعث بهؤلاء إِلَى متملك جنوة فعرضهم وتغمم لَهُم وَأحسن إِلَيْهِم وكساهم وأجرى لَهُم الرَّوَاتِب حَتَّى بعث بهم. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير حسام الدّين حُسَيْن بن الكوراني وَإِلَى الْقَاهِرَة. وَاسْتقر الْأَمِير الأكز الكشلاوي نايب الْإسْكَنْدَريَّة. وَنقل الشريف بَكتمُر مِنْهَا إِلَى ولَايَة الْبر بِالشَّام. وَقدم وَزِير متملك الْيمن بهدية من جُمْلَتهَا فيل. واستجد السُّلْطَان والياً بأسوان على إقطاع أَوْلَاد الْكَنْز وَلم يعْهَد مثل ذَلِك. فِيمَا سلف. وخلع على الحسام الْمَعْرُوف بِالدَّمِ الْأسود وَسلمهُ أَوْلَاد الْكَنْز المسجونين بِالْقَاهِرَةِ. وَسَار إِلَى قوص فسمرهم جَمِيعًا وَمضى بهم مسمرين من قوص إِلَى أسوان ووسطهم بهَا. فشق ذَلِك على أَوْلَادهم وعبيدهم واجتمعوا مَعَ العكارمة وَأتوا. فِي جمع كَبِير إِلَى أسوان. فَلَقِيَهُمْ الدَّم الْأسود وَقَاتلهمْ فهزموه وجرحوا عدَّة من مماليكه ومالوا على أهل أسوان يقتلُون وينهبون ويخربون الدّور ويحرقون بالنَّار حَتَّى أفنوا عدَّة من النَّاس وأسروا النِّسَاء وفعلوا كَمَا فعلت الفرنج بالإسكندرية وفيهَا قَامَ بمملكة الْيمن الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس بن الْمُجَاهِد على بن الْمُؤَيد هزبر الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>