ذَلِك وَإِذا بهم أَتَوا كَأَنَّهُمْ جَراد منتشر فَمَا يعفوا وَلَا يكفوا. وَإِن صدفوا فِي طريقهم أحدا سلبوه ثِيَابه. فَحل بِالنَّاسِ من هَذَا بلَاء لايمكن وَصفه وتخوف كل أحد أَن يُصِيبهُ بلاؤهم. فتنهب دَاره ثمَّ تخرب وتتفرق آلاتها فِي الْأَيْدِي كَمَا فعل بجاره أَو قَرِيبه أوصديقه. فَلَمَّا تجَاوز الْعَامَّة فِي إفسادهم الْمِقْدَار ركب الْأَمِير ضروط الْحَاجِب وَمَعَهُ وَالِي الْقَاهِرَة فِي عَشِيَّة النَّهَار وَنُودِيَ بالأمان. وَأَن غَرِيم السُّلْطَان قد أمسك وَمن تعرض لأحد من النَّاس أَو نهب شَيْئا حل مَاله وَدَمه للسُّلْطَان وشق فانكفوا عَن فسادهم. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشره: جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل من القلعة على الْعَادة وخلع على الْأَمِير قشتمر المنصوري. وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب. وخلع على الْأَمِير أيدَمر الشَّامي وَاسْتقر مقدم ألف نَاظر الأحباس دوادارا كَبِيرا وعَلى الْأَمِير قجماس الطازي. وَاسْتقر أَمِير سلَاح. وعَلى الْأَمِير ضروط وَاسْتقر حاجباً عوضا عَن يَعْقُوب شاه. وعَلى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قماري. وَاسْتقر أَمِير شكار عوضا عَن جمال الدّين عبد الله بكتَمر الْحَاجِب. وخلع على الْوَزير فَخر الدّين ماجد بن قزوينة وَاسْتمرّ على عَادَته وَقبض على الْأَمِير أرغون الْعزي والأمير أرغون الأرغوني والأمير أزدَمُر الْعزي أَبُو دقن والأمير يُونُس الْعمريّ الرماح والأمير أقبغا الْجَوْهَرِي والأمير كمشبغا الْحَمَوِيّ الْأَمِير نوبَة يلبغا. وسجنوا بالقلعة ماعدا كمشبغا الْحَمَوِيّ وأقبغا الْجَوْهَرِي فَإِنَّهُمَا سجنا بخزانة شمايل. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشره: قبض على الْأَمِير آَينبك البدري فَصَالح عَن نَفسه بِأَن ينْفق على المماليك الأجلاب من مَاله فأنفق فيهم وَكَانُوا ألفا وثماني ماية مَمْلُوك وعَلى كل مَمْلُوك مِنْهُم ألف دِرْهَم فضَّة عَنْهَا يَوْمئِذٍ زِيَادَة على خمسين مِثْقَالا من الذَّهَب وَحمل مَالا جزيلاً إِلَى الْأُمَرَاء حَتَّى أُعِيد إِلَيْهِ إقطاعه. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشره: توجه الْأَمِير تغرى برمش بعدة من الْأُمَرَاء والمماليك الْمَقْبُوض عَلَيْهِم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجنوا بهَا. وَفِي الْخَمِيس رَابِع عشره: قدم الْأَمِير ألطنبغا البشتَكي نَائِب غَزَّة. وَفِي لَيْلَة السبت سادس عشره: أخرج كمشبغا الْحَمَوِيّ وأقبغا الْجَوْهَرِي من خزانَة شمايل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute