للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة فِي أول الْمحرم: اسْتَقر الْأَمِير أيدمر الدوادار فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن أَشَقتمُر المارديني. وَفِي صفر: طُلب شمس الدّين مُحَمَّد الركراكي المغربي من فُقَهَاء الْمَالِكِيَّة إِلَى مجْلِس الْأَمِير الْكَبِير ألجاي وَادّعى عَلَيْهِ بقوادح توجب إِرَاقَة دَمه فتعصب لَهُ قوم وتعصب عَلَيْهِ آخَرُونَ. وَكَثُرت زِيَادَة النّيل فَنُوديَ عَلَيْهِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شهر ربيع الأول وَهُوَ خَامِس عشْرين توت أَرْبَعَة أَصَابِع لتتمة إِصْبَعَيْنِ من عشْرين ذِرَاعا ثمَّ زَاد بعد ذَلِك عدَّة أَيَّام فَلم يناد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ فاض حَتَّى تقطعت الطرقات وتأخرت الزِّرَاعَة ثمَّ نقص قَلِيلا وَثَبت حَتَّى مضى من هاتور عدَّة أَيَّام فَاجْتمع النَّاس بِجَامِع عَمْرو من مَدِينَة مصر وَالْجَامِع الْأَزْهَر بِالْقَاهِرَةِ ودعوا الله لهبوط النّيل عدَّة مرار فهبط وَزرع النَّاس على الْعَادة. وَركب السُّلْطَان للعب بالكرة فِي الميدان الْكَبِير بشاطىء النّيل خمس سبوت مُتَوَالِيَة وَلم يتقدمه لذَلِك أحد وَإِنَّمَا الْعَادة أَن يكون الرّكُوب بعد وَفَاء النّيل إِلَى الميدان فِي ثَلَاثَة سبوت مُتَوَالِيَة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ أول جُمَادَى الأولى: ضرب عنق بعادة مشارف ديوَان الْمَوَارِيث الحشرية لقوادح أوجبت إِرَاقَة دَمه شرعا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: تنجز لقَاضِي الْقُضَاة سراج الدّين عمر الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ مرسوماً بِأَن يلبس الطرحة ويستنيب عَنهُ قُضَاة فِي أَعمال مصر قبليهاوبحريها ويفرد لَهُ مودعاً لأموال يتامى الْحَنَفِيَّة كَمَا يفعل قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي فَشَغلهُ الله عَن إتْمَام ذَلِك بِمَرَض نزل بِهِ فَلَزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ. وَفِيه أَيْضا جرى بَين قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين أبي الْبناء الشَّافِعِي وَبَين قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الأخناي الْمَالِكِي كَلَام فِي مَسْأَلَة وَكَانَ أَبُو الْبَقَاء بَحر علم لَا يُدْرِكهُ الدلاء والأخناي بضاعته فِي الْعلم مزجاة فأنجز الْكَلَام إِلَى أَن قَالَ أَبُو الْبَقَاء: لَو كَانَ مَالك حَيا لناظرته فِي هَذِه الْمَسْأَلَة. فعد الأخناي ذَلِك خُرُوجًا من

<<  <  ج: ص:  >  >>