للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهاء الدّين وَقَالَ: إيش أَنْت حَتَّى تذكر مَالِكًا وَالله لَو كَانَ غَيْرك لفَعَلت بِهِ كَذَا يَعْنِي الْقَتْل وهجره. فاتفق عَن قريب عزل أبي الْبَقَاء فطار الْبُرْهَان كل مطار وعدى هُوَ وَأَصْحَابه ذَلِك من كرامات الإِمَام رَحمَه الله. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامنه: كَانَت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بدار الْعدْل من القلعة وَحضر قُضَاة الْقُضَاة على الْعَادة ثمَّ انْقَضتْ الْخدمَة فَمضى الْقُضَاة على عَادَتهم وجلسوا بالجامع من القلعة إِذْ أَتَاهُم رجل من عِنْد السُّلْطَان وَأسر إِلَى أبي الْبَقَاء ثمَّ الْتفت إِلَى بَقِيَّة الْقُضَاة وبلغهم عَن السُّلْطَان أَنه قد عزل أَبَا الْبَقَاء وَأمره أَن يلْزم بَيته فَانْفَضُّوا على ذَلِك وَخرج الْبَرِيد بِطَلَب خطيب الْقُدس برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة فَقدم فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة وَدخل على السُّلْطَان فَبَالغ فِي إكرامه وخلع عَلَيْهِ وولاه قَضَاء الْقُضَاة عوضا عَن أبي الْبَقَاء فَنزل وَبَين يَدَيْهِ حاجبين من حجاب السُّلْطَان. وَلم يتَقَدَّم لأحد من الْقُضَاة قبله أَن تركب مَعَه الْأُمَرَاء وَركب مَعَه أَيْضا الْأَعْيَان فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَكَانَت مُدَّة عطلة النَّاس من ولَايَة قَاضِي الْقُضَاة سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَقد وَقع مثل ذَلِك فِي الْأَيَّام الناصرية مُحَمَّد بن قلاوون تعطلت الْقَاهِرَة من بعض قُضَاة الْقُضَاة بسبعة وَعشْرين يَوْمًا. وَوَقع نَظِير ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة خشقدم - يبْقى الله عَهده - عِنْد عَزله قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُو السعادات مُحَمَّد بن تَاج الدّين البُلْقِينِيّ الْكِنَانِي الشَّافِعِي وَطلب السُّلْطَان الشَّيْخ أبي يحيى زَكَرِيَّا السُّبْكِيّ الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي ليوليه وَظِيفَة الْقَضَاء فاختفي عِنْد طلبه وشغر منصب الْقَضَاء سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ ظهر بعد ذَلِك وَطلب إِلَى عِنْد السُّلْطَان هُوَ وَالشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن إِمَام الكاملية وَعرض عَلَيْهِمَا وَظِيفَة الْقَضَاء وسألهما السُّلْطَان فِي ذَلِك فأصرا على عدم الدُّخُول فِي ذَلِك وسعى جمَاعَة فَلم يجابوا إِلَى شَيْء فَاسْتَشَارَ السُّلْطَان الشَّيْخ

<<  <  ج: ص:  >  >>