بِالدُّعَاءِ إِلَى الله فِي إِجْرَاء النّيل ثمَّ فتح الخليج من أخر النَّهَار وَقد بَقِي من الْوَفَاء خَمْسَة أَصَابِع فهبط المَاء من يَوْمه وَلم يعد. وَفِي تَاسِع عشره: قدم الْأَمِير حيار بن مهنا فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي إمرة الْعَرَب على عَادَته وَلم يُؤَاخذ بِمَا كَانَ من قَتله الْأَمِير قشتمر وعفي عَنهُ. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة عشرينه: خرج الْقُضَاة وَالنَّاس إِلَى رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة خَارج مَدِينَة مصر وغسلوها فِي النّيل بالمقياس وقرأوا هُنَاكَ الْقُرْآن الْكَرِيم وَتَضَرَّعُوا إِلَى الله تَعَالَى فِي إِجْرَاء النّيل ورد مَا نقص ثمَّ عَادوا فَنزل حَتَّى جَفتْ الخلجان من المَاء فارتفع السّعر وَبيع الإردب من الْقَمْح بِسِتَّة وَثَلَاثِينَ درهما سوى كلفه وشرهت الْأَنْفس وتكالب النَّاس على طلب الْقُوت وَغلب على النَّاس الْيَأْس فَنُوديَ يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشرينه فِي النَّاس بِالتَّوْبَةِ والإقلاع عَن الْمعاصِي وَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فصَام من صَامَ الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء. وَخرج النَّاس فِي بكرَة يَوْم الْخَمِيس سادس عشرينه إِلَى قبَّة النَّصْر - خَارج الْقَاهِرَة - وهم حُفَاة بِثِيَاب مهنتهم وَمَعَهُمْ أطفالهم وَكتب مِمَّن خرج يَوْمئِذٍ وَقد نصب هُنَاكَ مِنْبَر وَنزل الْأَمِير أقتمر عبد الْغَنِيّ النَّائِب فِي عدَّة من الْأُمَرَاء فَخَطب ابْن القْسِطلاني خطيب جَامع عَمْرو خطْبَة الاسْتِسْقَاء وَصلى صَلَاة الاسْتِسْقَاء وكشف رَأسه عِنْد الدُّعَاء وحول رِدَاءَهُ فكشف النَّاس جَمِيعًا رؤوسهم وضجوا بِالدُّعَاءِ إِلَى الله تَعَالَى وَارْتَفَعت أَصْوَاتهم بالاستغاثة وهملت أَعينهم بالبكاء فَكَانَ مشهداً عَظِيما فَلم يسقوا وعادوا خائبين فعز وجود الغلال. وَفِيه تجمعت الْعَامَّة تَحت القلعة وسألوا عزل ابْن عرب عَن الْحِسْبَة وَكَانُوا قد توعدوه فاختفى وَلم يركب فِي هَذَا الْيَوْم وَلَا خرج إِلَى الاسْتِسْقَاء. وَفِيه نفي كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن الرويهب نَاظر الدولة إِلَى طرابلس وَاسْتقر فِي نظر الدولة عوضه تَاج الدّين النشو الْمَالِكِي وَاسْتقر الطواشي سَابق الدّين مِثْقَال الأنوكي فِي تقدمة المماليك على عَادَته وأعيد مُخْتَار كَمَا كَانَ مقدم الرفوف وخلع على الْجَمِيع. وَفِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر شهر ربيع الآخر اسْتَقر الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن الْأَمِير الْحَاج آل ملك فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن طشبغا المظفري وأنعم على كل من الْأَمِير الطازي والأمير سودُن جركس المنجكي بإمرة مائَة وارتجع عَن طينال المارديني تقدمته وَعوض إمرة طبلخاناه وأنعم على الْأَمِير جركتمر الخاصكي بطبلخاناه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute