وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْحجَّة: قدم الْأَمِير مَنجَك بأولاده ومملوكه الْأَمِير جَرَكتمر المنجكي وصهره الْأَمِير آروس المحمودي فَنزل بسرياقوس وَخرج إِلَيْهِ جَمِيع أَرْبَاب الدولة من الْوَزير وقضاة الْقُضَاة والأمراء بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر عَنهُ سوى السُّلْطَان وولديه فَقَط ثمَّ سَارُوا جَمِيعًا بَين يَدَيْهِ حَتَّى طلع القلعة فَلم يعْهَد لأمير موكب مثل موكبه. فَمشى الْأُمَرَاء من بَاب السِّرّ بَين يَدَيْهِ وَهُوَ رَاكب بمفرده وَفِيهِمْ الْأَمِير أيدمر الدوادار - أتابك العساكر - والأمير أرغون شاه والأمير صَرْغَتمش فَلَمَّا دخل على السُّلْطَان ابتهج بقدومه وَبَالغ فِي إكرامه وخلع عَلَيْهِ خلعة نِيَابَة السلطنة وفوض إِلَيْهِ نظر الأحباس والأوقاف وَحسن إِلَيْهِ التحدث فِي الْخَاص والوزارة وَأَن يخرج من إقطاعات الْحلقَة مَا عبرته سِتّمائَة دِينَار فَمَا دونهَا ويعزل من أَرْبَاب الدولة وَأَصْحَاب المناصب من شَاءَ ويولي مِنْهُم شَاءَ وَأَن يُقرر فِي سَائِر أَعمال المملكة من أَرَادَ وَيخرج إمريات الطبلخاناه والعشرات من الْبِلَاد الشامية مِمَّن أحب وينعم بهَا على من يُرِيد وقرىء تَقْلِيده بالنيابة فِي الإيوان الْمَعْرُوف بدار الْعدْل من القلعة بِحَضْرَة السُّلْطَان والأمراء وَسَائِر أَرْبَاب الدولة. وَفِيه أَن السُّلْطَان قد أَقَامَهُ مقَام نَفسه فِي كل شَيْء بِيَدِهِ وفوض لَهُ مَا فوض إِلَيْهِ الْخَلِيفَة من سَائِر أُمُور المملكة ثمَّ خرج فَجَلَسَ بدركاه بَاب الْقلَّة من القلعة وَجلسَ الْوَزير بَين يَدَيْهِ وَقعد موقعو الدست لإمضاء مَا يرسم بِهِ وَرفعت إِلَيْهِ الْقَصَص من ديوَان الْجَيْش وَغَيره فَنظر فِي الْأَمر نظر مستبد بهَا. وَفِي سادسه: خلع على بَكتمُر العلمي حَاجِب الْإسْكَنْدَريَّة وَاسْتقر نقيب الْجَيْش وأنعم على وَفِي هَذَا الشَّهْر: فَشَتْ الأوبئة بثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَغَيرهَا من بِلَاد الْوَجْه البحري. وَمَات الْأَمِير أرغون اللالا نايب الْإسْكَنْدَريَّة فاستقر عوضه الْأَمِير قطلوبغا الشَّعْبَانِي وَاسْتقر مُحَمَّد بن قرابغا - أحد العشرات - فِي ولَايَة أطفيح على إمرته. وَفِي رَابِع عشرينه: خلع على الْأَمِير يلبغا الناصري وَاسْتقر حاجباً ثَانِيًا أَمِير مائَة مقدم ألف وأنعم على الْأَمِير بلاط السيفي بإمرة طبلخاناه وعَلى كل من مغلطاي الجمالي وكبك الصرغتمشي بإمرة عشرَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute