سنة سِتّ وَسبعين سَبْعمِائة فِي أول الْمحرم: اتّفق أَمر غَرِيب قد وَقع مثله فِيمَا تقدم وَهُوَ أَن الْأَمِير شرف الدّين عِيسَى بن بَاب جك - وَالِي الأشمونين - كَانَ لَهُ ابْنة فَلَمَّا أَن تمّ لَهَا من الْعُمر خمس عشرَة سنة استد فرجهَا وتدلى لَهَا ذكر وأنثيان واحتملت كَمَا تحتلم الرِّجَال واشتهر ذَلِك بالحسينية - حَيْثُ سكنه - وبالقاهرة حَتَّى بلغ منجك فاستدعى بهَا ووقف على حَقِيقَة خَبَرهَا فَأمر بِنَزْع ثِيَاب النسوان عَنْهَا وألبسها ثِيَاب الرِّجَال من الأجناد وسماها مُحَمَّدًا وَجعله من حَملَة مشَاة خدمته وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع فشاهده كل أحد. وَفِي ثامنه: أَخذ قاع النّيل فجَاء أَرْبَعَة أَذْرع واثني عشر إصبعاً. وَفِي أول شهر ربيع الأول: شرع السُّلْطَان فِي التَّجْهِيز إِلَى الْحَج وَتقدم إِلَى الْأُمَرَاء بتجهيز أُمُورهم أَيْضا. وَفِي تاسعه: كَانَ وَفَاء مَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَيُوَافِقهُ رَابِع عشْرين مسرى فَفتح الخليج على الْعَادة واستمرت الزِّيَادَة حَتَّى بلغت سَبْعَة عشر ذِرَاعا وَخَمْسَة أَصَابِع وَثَبت أَوَان ثباته ثمَّ انحط وَقت الْحَاجة إِلَى هُبُوطه فَعم النَّفْع وَالْحَمْد لله بِهِ إِلَّا أَن الأسعار تزايدت فَبلغ الْقَمْح ماية دِرْهَم الأردب وَالشعِير سِتِّينَ درهما الأردب والفول خمسين درهما الأردب. وَفِي أول شهر ربيع الآخر: ركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل إِلَى الميدان الْكَبِير الناصري بشاطىء النّيل للعب بالكرة على الْعَادة فِي كل سنة وَركب وَلَده أَمِير على قدامه بَين يَدَيْهِ وَجعل على رَأسه شطفة كَمَا يَجْعَل على رَأس السُّلْطَان وَعين جمَاعَة من الْأُمَرَاء للمشي فِي ركابه وخلع عَلَيْهِم أقبية حَرِير بطرز زركش وأركبهم الْخُيُول المسومة بالسروج الذَّهَب وكنابيش زركش وألبس أكَابِر مماليكه ومقدم مماليكه الطواشي شاذروان أَيْضا الأقبية الْحَرِير بالطرز. وَفِيه أنعم على الْأَمِير عَلَاء الدّين على بن كَلَفْت بإمرة طبلخاناه وعَلى الْأَمِير نَاصِر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute