الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَمِير تنكز نايب الشَّام بإمرة عشرَة وخلع على الشريفّ بكتمر بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَاسْتقر فِي ولَايَة منفلوط وعَلى الْأَمِير مُحَمَّد بن بهادر وَاسْتقر فِي ولَايَة البهنسي وأنعم على الْأَمِير طشتمر الصَّالِحِي بإمرة طبلخاناه وخلع على الْأَمِير أَحْمد بن أرغون الأحمدي بإمرة عشرَة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين جُمَادَى الأولى: خلع على شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي وَاسْتقر فِي حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن بهاء الدّين مُحَمَّد ابْن الْمُفَسّر فأمطرت لَيْلَة الثُّلَاثَاء مَطَرا عَظِيما. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء: وضع الْمُحْتَسب الْخبز على رُؤُوس عدَّة من الحمالين وشق بِهِ الْقَاهِرَة إِلَى القلعة وصنوج الخليلية تزفه والطبول تضرب وَنُودِيَ عَلَيْهِ كل ثَلَاثَة أَرْطَال إِلَّا ربع رَطْل بدرهم وَكَانَ كل رطلين وَثلث بدرهم فسر النَّاس بذلك إِلَّا أَن الْخبز عز وجوده وفقد من الْأَسْوَاق خَمْسَة أَيَّام وَالنَّاس تتزاحم على أَخذه من الأفران وَاشْتَدَّ شَره النُّفُوس وَكَانَ يخامرها الْيَأْس فَنُوديَ بتكثير الْخبز وَأَن يُبَاع بِغَيْر تسعير فتزايدت الأسعار فِي ساير الغلال بعد تناقصها حَتَّى بلغ فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة الأردب الْقَمْح بماية وَعشرَة دَرَاهِم والأردب الشّعير سِتِّينَ درهما والأردب الفول خَمْسَة وَخمسين درهما والقدح الْأرز بِدِرْهَمَيْنِ والقدح من العدس والحمص بدرهم وَربع وارتفع الزَّيْت والشيرج وأبيع الرطل من حب الرُّمَّان بِعشْرَة دَرَاهِم وَنصف والرطل من لحم الضَّأْن بِدِرْهَمَيْنِ وَمن لحم الْبَقر بدرهم وَثلث وَقلت البهايم من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْجمال وَالْحمير والأبقار والأغنام لفنائها جوعا وَبيع الزَّوْج الأوز بِعشْرين درهما وكل دجَاجَة بأَرْبعَة دَرَاهِم. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشره: ركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل وَعبر الْقَاهِرَة من بَاب زويلة وَخرج من بَاب النَّصْر للسرحة على الْعَادة فِي كل سنة. وَفِي نصف جُمَادَى الآخر: هَذَا ابْتَدَأَ الوباء فِي النَّاس فِي الْقَاهِرَة ومصر وَكثر موت الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين بِالْجُوعِ فَكنت أسمع الْفَقِير يصْرخ بِأَعْلَى صَوته: لله لبَابَة قدر شحمة أُذُنِي أشمها وخذوها فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى يَمُوت هَذَا وَقد توقفت أَحْوَال النَّاس من قلَّة المكاسب لشدَّة الغلاء وَعدم وجود مَا يقتات بِهِ وشح الْأَغْنِيَاء وَقلت رحمتهم وَمَعَ ذَلِك فَلم يزْدَاد أجر الْعمَّال من البناة والفعلة والحمالين وَنَحْوهم من أَرْبَاب الصنايع شَيْئا بل اسْتَقر على مَا كَانَت عَلَيْهِ قبل الغلاء فَمن كَانَ يكْتَسب فِي الْيَوْم درهما يقوم بِحَالهِ ويفضل لَهُ مِنْهُ شَيْء صَار الدِّرْهَم لَا يجدي شَيْئا فَمَاتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute