للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَات أَمْثَاله من الأجراء والعمال والصناع والفلاحين وَالسُّؤَال من الْفُقَرَاء. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث شهر رَجَب: عدى السُّلْطَان النّيل من بر الجيزة عَائِدًا من السرحة فزار الْآثَار النَّبَوِيَّة وَصلى الْجُمُعَة بِجَامِع عَمْرو بِمَدِينَة مصر وَركب إِلَى القلعة. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: قبض على الْوَزير الصاحب تَاج الدّين النشو الْمَالِكِي وخلع على الصاحب كريم الدّين شَاكر بن الغنام وأعيد إِلَى الوزارة وتسلم الْمَالِكِي واستخلص مِنْهُ ثَمَانِينَ ألف مِثْقَال من الذَّهَب وَهدم دَاره بِمَدِينَة مصر إِلَى الأَرْض وَأخرجه على حمَار منفياً إِلَى الشَّام. وَفِيه خلع على الْأَمِير قرطاي الكركي وَاسْتقر شاد العماير بإمرة عشرَة وَاسْتقر الْأَمِير بَكتمر العلمي فِي كشف الْوَجْه البحري عوضا عَن قرطاي وَاسْتقر مُحَمَّد بن قرابغا الأناقي فِي نقابة الْجَيْش عوضا عَن بكتمر وَاسْتقر الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان الشرفي كاشفاً بِالْوَجْهِ القبلي من حُدُود الجيزة إِلَى أسوان. وَفِي شَهْري رَجَب وَشَعْبَان: اشْتَدَّ الغلاء فَبلغ الأردب الْقَمْح ماية وَخَمْسَة وَعشْرين درهما والإردب الشّعير تسعين درهما والأردب الفول ثَمَانِينَ درهما والبطة الدَّقِيق زنة خمسين رطلا بأَرْبعَة وَثَلَاثِينَ درهما وشفع الْمَوْت فِي الْفُقَرَاء من شدَّة الْبرد والجوع والعري وهم يستغيثون فَلَا يغاثون وَأكل أَكثر النَّاس خبز الفول والنخال عَجزا عَن خبز الْقَمْح وَبلغ الْخبز الْأسود كل رَطْل وَنصف بدرهم وَكثر خطف الْفُقَرَاء لَهُ مَا قدرُوا عَلَيْهِ من أَيدي النَّاس وَرمى طين بالسجن لعمارة حايط بِهِ فَأَكله المسجونون من شدَّة جوعهم وَعز وجود الدَّوَابّ لموتها جوعا. وَفِي رَابِع عشْرين شعْبَان: انتدب الْأَمِير منجك نايب السُّلْطَان لتفرقة الْفُقَرَاء على الْأُمَرَاء وَغَيرهم فَجمع أهل الْحَاجة والمسكنة وَبعث إِلَى كل أَمِير من أُمَرَاء الألوف ماية فَقير وَإِلَى من عدا أُمَرَاء الأولوف على قدر حَاله وَفرق على الدَّوَاوِين والتجار وأرباب الْأَمْوَال كل وَاحِد عددا من الْفُقَرَاء ثمَّ نُودي فِي الْقَاهِرَة ومصر بألا يتَصَدَّق أحد على حرفوش وَأي حرفوش شحذ صلب فآوى كل أحد فقراءه فِي مَكَان وَقَامَ لَهُم من الْغذَاء بِمَا يمد رمقهم على قدر همته وسماح نَفسه ومنعهم من التطواف لسؤال النَّاس فَخفت تِلْكَ الشناعات الَّتِي كَانَت بَين النَّاس إِلَّا أَن الْموَات عظم حَتَّى كَانَ يَمُوت فِي كل يَوْم من الطرحاء على الطرقات مَا يزِيد على خَمْسمِائَة نفر وَيُطلق من

<<  <  ج: ص:  >  >>