ديوَان الْمَوَارِيث مَا ينيف على مِائَتي نفس وتزايد فِي شهر رَمَضَان مرض النَّاس وموتهم ونفدت الأقوات وَاشْتَدَّ الْأَمر فبلغت عدَّة من يرد اسْمه للديوان فِي كل يَوْم خَمْسمِائَة وَبَلغت عدَّة الطرحاء زِيَادَة على خَمْسمِائَة طريح فَقَامَ بمواراة الطرحاء الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْأَمِير أقبغا آص والأمير سودن الشيخوني وَغَيرهمَا وَكَانَ من أَتَى بميت طريح أَعْطوهُ درهما فَأَتَاهُم النَّاس بالأموات فَقَامُوا بتغسيلهم وتكفينهم ودفنهم أحسن قيام بعد مَا شَاهد النَّاس الْكلاب تَأْكُل الْمَوْتَى من الطرحاء. فَلَمَّا فني مُعظم الْفُقَرَاء وخلت دور كَثِيرَة خَارج الْقَاهِرَة ومصر لمَوْت أَهلهَا فشمت الْأَمْرَاض من أخريات شهر رَمَضَان فِي الْأَغْنِيَاء وَوَقع الْمَوْت فيهم فازداد سعر الْأَدْوِيَة وَبلغ الْفروج خَمْسَة وَأَرْبَعين درهما ثمَّ فقدت الفراريج حَتَّى خرج الْبَرِيد فِي الْأَعْمَال بطلبها للسُّلْطَان وَبَلغت الْحبَّة الْوَاحِدَة من السفرجل خمسين درهما والحبة من الرُّمَّان الحامض عشرَة دَرَاهِم والرمانة الْوَاحِدَة من الحلو بِسِتَّة عشر درهما والبطيخة الْوَاحِدَة من الْبِطِّيخ الصيفي تسعين درهما وكل رَطْل مِنْهُ بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَاشْتَدَّ الْأَمر فِي شَوَّال إِلَى الْغَايَة. وَفِي خَامِس عشر شَوَّال: قدمت أم سَالم الدكري أَمِير التركمان بنواحي الأبلستين وَمَعَهَا أَحْمد بن همز التركماني أحد الْأَبْطَال وَكَانَ قد أَقَامَ دهراً يقطع الطَّرِيق على قوافل الْعرَاق يَأْخُذ أَمْوَالهم وَيقتل رِجَالهمْ وأعيا النواب بالممالمك أمره وهدروا دَمه فتشتت شَمله وَضَاقَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْبِلَاد حَتَّى اضطره الْحَال إِلَى الدُّخُول فِي الطَّاعَة وَقدم بِأم سَالم لتشفع فِيهِ فَقبل السُّلْطَان شَفَاعَتهَا وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع وَجعله من جملَة من مقدمي المماليك وأنعم على أم سَالم وردهَا إِلَى بلادها مكرمَة. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير أَحْمد الطرخاني فِي ولَايَة الأشمونين عوضا عَن الْأَمِير شرف الدّين يحيى بن قرمان. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشرينه: اسْتَقر فِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق شمس الدّين مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن تَقِيّ المرداوي عوضا عَن عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَسْقَلَانِي. وَفِي أول ذِي الْقعدَة: وصلت تراويج الْقَمْح الْجَدِيد فانحل السّعر حَتَّى أبيع الأردب بستين درهما بعد مائَة وَثَلَاثِينَ وأبيع الأردب الشّعير بِعشْرين درهما والأردب الفول بِدُونِ الْعشْرين درهما وأبيع الْخبز أَرْبَعَة أَرْطَال بدرهم ثمَّ تناقصت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute