للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنا أجتمع بالسلطان ثمَّ ركب بِثِيَاب جُلُوسه وَصعد إِلَى القلعة فَعرض عَلَيْهِ السُّلْطَان الْعود إِلَى ولَايَة الْقَضَاء ولاطفه. فَأجَاب بعد جهد: إِنِّي أستخير الله تَعَالَى هَذِه اللَّيْلَة ثمَّ يكون مَا يقدره الله. فَرضِي مِنْهُ السُّلْطَان بذلك وَقَامَ عَنهُ وَأجل الْأُمَرَاء من يسْعد بتقبيل يَده حَتَّى أَتَى منزله. وَركب من الْغَد يَوْم الْأَحَد خَامِس عشرينه إِلَى القلعة وَاشْترط على السُّلْطَان شُرُوطًا كَثِيرَة الْتزم لَهُ بهَا حَتَّى قبل الْولَايَة. وَلبس التشريف الصُّوف وَنزل عَلَيْهِ من المهابة مَا يكان بشق الصُّدُور فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اسْتَقر جلال الدّين جَار الله فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بالجامع الطولوني بعد وَفَاة ابْن التركماني. وَاسْتقر الْأَمِير قارا بن مهنا فِي إمرة الْعَرَب بعد موت أَخِيه حيار بن مهنا. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرينه: ركب السُّلْطَان إِلَى عِيَادَة الْأَمِير منجك فِي مَرضه فَقدم لَهُ عشرَة مماليك وَعشرَة بقج قماش وعدة من الْخَيل فَقبل ذَلِك ثمَّ أنعم بِهِ عَلَيْهِ وَلم يرزأه مِنْهُ شَيْئا وَقد فرش لَهُ عدَّة شقَاق من حَرِير مَشى عَلَيْهَا بفرسه فِي دَاره ثمَّ عَاد إِلَى القلعة. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر من الْأَعْيَان خلائق لَا يحصيها إِلَّا خَالِقهَا فَمن الْأَعْيَان: الْأَمِير أسنبغا القوصوني اللالا أحد الطبلخاناه وَهُوَ مُجَرّد بالإسكندرية فِي ثَالِث عشر الْمحرم. وَمَات الْأَمِير أسنبغا البهاوري شاد العماير ونقيب الْجَيْش فِي آخر شهر رَجَب. وَمَات شهَاب الدّين أَحْمد عرف بطبيق ابْن الْفَقِيه بدر الدّين حسن أحد فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة فِي رَابِع ذِي الْقعدَة. وَمَات شهَاب الدّين أَحْمد بن براغيث فِي خَامِس عشْرين شَوَّال. وَمَات قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق شرف الدّين أَحْمد بن شهَاب الدّين حُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة الكفري بعد أَن كف بَصَره عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة. وَمَات قَاضِي الشَّافِعِيَّة بحلب وطرابلس شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أَيُّوب الْحَمَوِيّ عَن بضع وَسبعين سنة بحماة.

<<  <  ج: ص:  >  >>