يُوسُف التباني الرُّومِي - مدرس الْحَنَفِيَّة بمدرسة الْأَمِير ألجاي - قَضَاء الْحَنَفِيَّة. فاستدعاه السُّلْطَان وَعرض عَلَيْهِ ولَايَة قَضَاء الْقُضَاة فَامْتنعَ من قبُوله وَاعْتذر بِأَن الْعَجم لَيْسَ لَهَا معرفَة بإصطلاح أهل مصر فَقبل السُّلْطَان عذره وَصَرفه مكرماً. فَتحدث بعض الْأُمَرَاء فِي ولَايَة مجد الدّين إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَكَاد أمره يتم ثمَّ بَطل. فَتحدث بعض أهل الدولة لنجم الدّين أَحْمد بن عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الْمَعْرُوف بِابْن الكشك فِي ولَايَته فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَخرج الْبَرِيد يَطْلُبهُ من دمشق. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشره: قبض على الصاحب كريم الدّين شَاكر بن الغنام وعَلى حَوَاشِيه وعَلى مقدم الدولة الْحَاج سيف وشريكه عبيد البازدار وعَلى الْأَمِير شرف الدّين حَمْزَة شاد الدَّوَاوِين وأبطل الوزارة وَأمر فأغلق شباك الوزارة بقاعة الصاحب من قلعة الْجَبَل فَخلع على الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى بن الأزكشي أطلسين وَاسْتقر مشير الدولة بإمرة طبلخاناه ورسم لَهُ أَن يحمل الدواة والمرملة كَمَا هِيَ عَادَة الوزراء وخلع على سعد الدّين بن الريشة وعَلى أَمِين الدّين أَمِين واستقرا فِي نظر الدولة ورسم لَهما أَن يجلسا من وَرَاء شباك الوزارة وَهُوَ مغلق. وخلع على كريم الدّين صهر النشو وعَلى فَخر الدّين بن علم الطَّوِيل واستقرا فِي اسْتِيفَاء الدولة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرينه: أفرج عَن الْمُقدم سيف ونوابه وخلع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ الْتزم أَن يسْتَخْرج للسُّلْطَان سِتّمائَة ألف من مَال السُّلْطَان وَأَفْرج أَيْضا عَن كريم الدّين شَاكر ابْن غَنَّام على مَال الْتزم بِهِ فَنزل على حمَار حَتَّى بَاعَ أثاثه وخيوله. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرينه: عزل قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة نَفسه من الْقَضَاء من أجل أَنه منع بعض موقعي الحكم من التوقيع فألح عَلَيْهِ بعض أهل الدولة فِي الْإِذْن لَهُ فَغَضب من الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ وأغلق بَابه وَاعْتَزل عَن الحكم هُوَ ونوابه فشق ذَلِك على السُّلْطَان وَبعث إِلَيْهِ بالأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد أقبغا آص يسْأَله فِي العودة إِلَى الحكم فَنزل إِلَيْهِ فِي يَوْم السبت وَسَأَلَهُ عَن السُّلْطَان وتضرع إِلَيْهِ وترفق فأبي من الْعود إِلَى الْولَايَة. وَرجع الْأَمِير إِلَى السُّلْطَان فَأرْسل إِلَيْهِ بالأمير بهادر الجمالي أَمِير آخور آخر النَّهَار فألح فِي مَسْأَلته وَأكْثر من الترقق لَهُ فَلم يقبل مِنْهُ وصمم على الِامْتِنَاع. فَلَمَّا أيس مِنْهُ قَالَ لَهُ: مَوْلَانَا السُّلْطَان يسلم عَلَيْك وَقد حلف إِن لم تقبل عَنهُ الْولَايَة وَلم تركب إِلَيْهِ ليركبن إِلَيْك حَتَّى يَأْتِيك فِي هَذِه اللَّيْلَة إِلَى مَنْزِلك حَتَّى تقبل عَنهُ ولَايَة الْقَضَاء وَحلف لَهُ الْأَمِير بهادر بِالطَّلَاق أَنه سمع السُّلْطَان وَهُوَ يحلف بِالطَّلَاق على هَذَا. فَلم يجد القَاضِي عِنْد ذَلِك بدا من أَن قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute