وَفِي هَذَا الشَّهْر: ارْتَفع سعر اللَّحْم فأبيع الرطل من لحم الضَّأْن بدرهم وَنصف والرطل من لحم الْبَقر بدرهم وَثمن. وَفِي سَابِع عشر شهر جُمَادَى الأولى: قدم الْأَمِير قطلوبغا المنصوري من الشَّام باستدعاء. وَفِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة: خرج قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين أَحْمد بن أبي الْعِزّ من الْقَاهِرَة عَائِدًا إِلَى دمشق من غير أَن يعلم بِهِ أحد شبه الفأر وَذَلِكَ أَنه لم تعجبه الْقَاهِرَة وَلَا أَهلهَا فَكَانَ إِذا دخل عَلَيْهِ أحد وَجلسَ قَالَ نقيب الحكم بِسم الله يُشِير إِلَيْهِ أَن قُم فينفض من فِي مَجْلِسه وَأكْثر من التضجر والقلق ومازال يسْأَل فِي الإعفاء وَأَن يسْتَقرّ ابْن عَمه صدر الدّين عوضا عَنهُ حَتَّى أُجِيب فاغتنم ذَلِك وسافر. وَفِي نصفه: قبض على الصاحب كريم الدّين شَاكر بن غَنَّام وَأدْخل قاعة الصاحب على مَال يحملهُ ثمَّ أفرج عَنهُ بعد ثَلَاثَة أَيَّام فاختفى وَلم يقدر عَلَيْهِ فأوقع الملكي الحوطة على دَاره وَقبض على أَتْبَاعه ومعارفه وصادرهم وَنُودِيَ عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ ومصر وهدد من أخفاه وَجَاء الْمَالِكِي ليهْدم دَاره بِالْقربِ من الْجَامِع الْأَزْهَر فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِك فَإِنَّهُ وجد بهَا محراباً فَصَارَت مدرسة إِلَى الْيَوْم. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع شهر رَجَب: قدم صدر الدّين عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أبي الْعِزّ الْحَنَفِيّ من دمشق باستدعاء فَخلع عَلَيْهِ من الْغَد يَوْم الْخَمِيس خامسه وَاسْتقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرينه: خلع على بدر الدّين عبد الْوَهَّاب بن كَمَال الدّين أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الأخناي وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة بِالْقَاهِرَةِ بعد وَفَاة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الأخناي وخلع على الْأَمِير قطلوبغا المنصوري وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب وسافر ركب الْحجَّاج الرجبية على الْعَادة. وخلع على ابْن عرام وأعيد إِلَى نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن جركتَمُر المنجكي بعد وَفَاته وعَلى الطواشي مُخْتَار شاذروان الدمنهوري وَاسْتقر مقدم المماليك بعد وَفَاة افتخار الدّين ياقوت الشيخي وعَلى الطواشي ظهير الدّين مُخْتَار الحسامي مقدم الْقصر وَاسْتقر مقدم الأسياد ولدى السُّلْطَان بإمرة عشرَة عوضا عَن مُخْتَار شاذروان.